وما تأخر"، ولك أن تقول: دلّ قوله: "وما تأخر" على انتفاء الذنب؛ لأن ما لم يقع إلى الآن لا يسمى ذنبًا في الخارج، وأراد الله تأمينه بذلك؛ لشدة خوفه حيث قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأعلمكم بالله، وأشدكم له خشية"، فأراد: لو وقع منك ذنب لكان مغفورًا، ولا يلزم من فرض ذلك وقوعه، والله تعالى أعلم (١).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
وكلّهم ذُكروا في الباب وقبله، و"ابن نمير" هو: محمد بن عبد الله بن نُمير، و"سفيان" هو ابن عيينة، ومن لطائف الإسناد أنه من رباعيّات المصنّف -رحمه اللهُ-، كسابقه، وهو (٤٣٢) من رباعيّات الكتاب.
وقوله:(حَتَّى وَرِمَتْ قَدَمَاهُ) قال ابن الأثير -رحمه الله-؛ أي: انتفخت من طول قيامه -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الليل، يقال: وَرِمَ يَرِمُ، والقياس يَورَمُ، وهو أحد ما جاء على هذا البناء. انتهى (٢).
وفي رواية: "حتى تفطَّرت رجلاه" معنى تفطرت: تشققت، قالوا: ومنه فطَّر الصائم، وأفطره؛ لأنه خَرَق صومه، وشقه.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال: