اتصلا، فصار في شكل أترجة إلى أن غاب، قال: وأخبرني بعض من أثق به أنه شاهد ذلك في ليلة أخرى. انتهى.
قال الحافظ: ولقد عجبت من البيهقيّ كيف أقرّ هذا، مع إيراده حديث ابن مسعود المصرّح بأن المراد بقوله تعالى:{وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} أن ذلك وقع في زمن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فإنه ساقه هكذا من طريق ابن مسعود في هذه الآية: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)}، قال:"لقد انشق على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، ثم ساق حديث ابن مسعود:"لقد مضت آية الدخان، والروم، والبطشة، وانشقاق القمر". انتهى كلام الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ- (١)، وهو تحقيقٌ نفيسٌ، وبحث أنيسٌ، والله تعالى أعلم.
وكلّهم ذُكروا في الباب، وفي الأبواب الستّة الماضية، غير اثنين، وهما:
١ - (مِنْجَابُ (٢) بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ) هو: منجاب بن الحارث بن عبد الرحمن، أبو محمد الكوفيّ، ثقةٌ [١٠](ت ٢٣١)(م فق) تقدم في "الإيمان" ٤١/ ٢٧٣.
٢ - (ابْنُ مُسْهِرٍ) هو: عليّ، تقدّم قريبًا.
وقوله:(كِلَاهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ)؛ يعني: أن كلّاً من أبي معاوية، وحفص بن غياث روى هذا الحديث عن الأعمش بهذا الإسناد.
(١) "الفتح" ٨/ ٦٠٠ - ٦٠٢. (٢) بكسر أوله، وسكون ثانيه، ثم جيم، ثم موحّدة.