وقوله: ("لَا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-") "شيء" اسم "لا" مبنيّ على الفتح، و"أغير" بالرفع خبرها، وهو أفعل تفضيل من الغيرة؛ أي: لا شيء أشدّ غيرة على ما حرّمه من اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، وفيه إطلاق لفظ "شيء" على اللَّه تعالى، قال المناويّ: وقوله: "شيء" اسم من أسمائه التي لا يختص بها، فكل موجود شيء، وهو -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- شيء، لا كالأشياء، يسمى به في التعريف، ولا يسمى به في الابتهال، {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ} الآية [الأنعام: ١٩]. انتهى (١).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسألتيه قبل حديث، وللَّه الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أوَّل الكتاب قال:
١ - (عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ) بن عبيد الدّرَاوَرْديّ، أبو محمد الْجُهَنيّ مولاهم المدنيّ، صدوق، كان يحدّث من كُتب غيره، فيخطئ، قال النسائيّ: حديثه عن عبيد اللَّه العُمَريّ منكر [٨](ت ٦ أو ١٨٧)(ع) تقدم في "الإيمان" ٨/ ١٣٥.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب.
وقوله:(وَاللَّهُ أَشَدُّ غَيْرًا) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا هو في النُّسخ: "غَيْرًا" بفتح الغين، وإسكان الياء، منصوب بالألف، وهو الغيرة، قال أهل اللغة: الغَيْرة، والْغَيْرُ، والغار بمعنى. انتهى (٢).
وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: غَارَ الرجل على امرأته، والمرأة على زوجها يَغَارُ، من باب تَعِب غَيْرًا، وغَيْرَةً، بالفتح، وغَارًا، قال ابن السِّكِّيت: ولا يقال: غِيرًا، وَغِيرَةً، بالكسر، فالرجل غَيُورٌ، وغَيْرَانُ، والمرأة غَيُورٌ أيضًا،