(ذَاتَ يَوْمٍ)؛ أي: يومًا من الأيام، (الشَّجَرُ)؛ أي: طلب الشجر الذي ترعاه الإبل، والمراد أنه استطرد مع غنمه في الرعي إلى أن بَعُد عن مكانه زيادةً على العادة، فلذلك أبطأ.
وقال في "العمدة": قوله: "نأى بي الشجر" بالشين المعجمة، والجيم، عند أكثر الرواة، ومعناه: تباعد عن مكان الشجر التي ترعاها مواشينا. انتهى (١).
وفي حديث عليّ:"فإن الكلأ تناءى عليّ"؛ أي: تباعد، والكلأ: المرعي، (فَلَمْ آتِ) لِبُعد المرعى عنهم، (حَتَّى أَمْسَيْتُ)؛ أي: دخلت في وقت المساء، وتأخّرت (فَوَجَدْتُهُمَا)؛ أي: الوالدين، (قَدْ نَامَا)؛ أي: من الضعف، أو من غلبة الانتظار، وكثرة الإبطاء، (فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ) بضم اللام، وكسرها، من بابي نصر، وضرب، على ما في "القاموس". (فَجِئْتُ) إليهما (بِالْحِلَابِ) بكسر أوله، وهو الإناء الذي يُحلب فيه، قيل: وقد يراد بالحلاب هنا: اللبن المحلوب، ذكره الطيبيّ، فيكون مجازًا من ذِكر المحلّ وإرادة الحالّ، قال القاري: والأظهر أنه أتى بالحلاب الذي فيه المحلوب استعجالًا (٢).
وقال النوويّ: الحلاب بكسر الحاء: هو الإناء الذي يُحلب فيه، يسع حَلْبة ناقة، ويقال له: المحلب بكسر الميم، قال القاضي: وقد يريد بالحلاب هنا: اللبن المحلوب. انتهى (٣).
(فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا) وقوله: (كرَهُ) بفتح الراء، من باب تَعِبَ، والجملة مستأنفة، أو حاليّة. (أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا)؛ أي: لمشقّة ذلك عليهما، (وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيّ) تقدّم أنه بفتح حرف المضارعة، وضمه، مضارع سقي، وأسقي، ثلاثيًّا، ورباعيًّا. (الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا)؛ أي: قبل الوالدين، وقوله:(وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ) جملة في محلّ نصب على الحال، و"يتضاغون" بفتح الغين