يتمحّض الاخلاص، ويصحّ قصد وجه اللَّه تعالى بذلك، فيوافقه الملك في الدعاء، ويبشّره على لسان رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- بأن له مثل ما دعا به لأخيه، والأخوة هنا هي الأخوة الدينية، وقد تكون معها صداقة، ومعرفة، وقد لا يكون، وقد يتعيَّن، وقد لا يتعين، فإنَّ الإنسان إذا دعا لإخوانه المسلمين حيث كانوا، وصَدَق اللَّه في دعائه، وأخلص فيه في حال الغَيبة عنهم، أو عن بعضهم، قال الملَك له ذلك القول، بل قد يكون ثوابه أعظم؛ لأنَّه دعا بالخير، وقَصَده للإسلام، ولكل المسلمين، واللَّه تعالى أعلم. انتهى (١).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّه- أوّلَ الكتاب قال:
١ - (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن راهويه، تقدّم قبل ثلاثة أبواب.
٢ - (النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ) المازنيّ، أبو الحسن النحويّ البصريّ، نزيل مرو، ثقةٌ ثبتٌ، من كبار [٩](ت ٢٠٤) وله اثنتان وثمانون سنةً (ع) تقدم في "المقدمة" ٦/ ٣٩.
رَوى عن طلحة بن عبيد اللَّه بن كَرِيز، وأبي المتوكل الناجيّ، وبُديل بن ميسرة، ومورّق العجليّ، وغيرهم.
(١) "المفهم" ٧/ ٦١ - ٦٢. (٢) وقال النوويّ: قوله: "سروان" هكذا رواه عامة الرواة، وجميع نُسخ بلادنا: "سروان" بسين مهملة مفتوحة، وكذا نقله القاضي عن عامة شيوخهم، وقال: وعن ابن ماهان أنه بالثاء المثلثة، قال البخاريّ، والحاكم: يقالان جميعًا فيه، وهما صحيحان، وقال بعضهم: فردان بالفاء، وهو أنصاريّ عجليّ. انتهى.