فيه غيبةً، أو كان أسلم، ولم يكن إسلامه ناصحًا، فأراد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن يبيّن ذلك؛ لئلا يغترّ به من لم يعرف باطنه، وقد كانت منه في حياة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وبعده أمور، تدلّ على ضَعف إيمانه، فيكون ما وصفه به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من جملة علامات النبوة، وأما إلانة القول له بعد أن دخل، فعلى سبيل التألّف له، ذكره في "الفتح"(١)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال:
وكلّهم ذُكروا في الباب، وقبل خمسة أبواب، غير "عبد بن حميد" فتقدّم قبل ثلاثة عشر بابًا.
[تنبيه]: رواية معمر عن ابن المنكدر هذه ساقها عبد بن حميد - رحمه الله - في "مسنده"، فقال:
(١٥١١) - أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ابن المنكدر، عن عروة، عن عائشة، أتى رجل، فاستأذن على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "بئس أخو القوم، وابن العشيرة هذا"، فلما دخل أقبل عليه بوجهه، وحدّثه، فلما خرج، قالت عائشة: يا رسول الله، قلتَ فيه ما قلتَ، ثم أقبلت عليه بوجهك، وحديثك، فقال:"إن من شرّ الناس منزلةً عند الله يوم القيامة رجل اتّقاه الناس لشرّه - أو قال -: لِفُحشه"(٣)، والله تعالى أعلم.