١ - (عَمْرٌو النَّاقِدُ) هو: عمرو بن محمد بن بُكير، أبو عثمان البغداديّ، نزل الرَّقَّة، ثقة حافظ [١٠](ت ٢٣٢)(خ م د س) تقدم في "المقدمة" ٤/ ٢٣.
والباقون ذُكروا في الباب الماضي.
وقوله: ("ولا تقاطعوا")؛ أي: لا تفعلوا أسباب القطع التي تقطع بعضكم عن بعض، من الحسد، والغيبة، والسبّ، والشتم، والبغض، وهو مِن ذِكر العامّ بعد الخاصّ (١).
وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "لا تقاطعوا": أي: لا تقاطع أخاك، فلا تكلّمه، ولا تعامله، وهو معنى:"لا تَهَاجروا"، وهي رواية ابن ماهان، وهي: من الهجران، وعن الْجُلوديّ:"ولا تهجروا"، وعن أبي بحر:"تِهِجِروا" بكسر التاء، والهاء، والجيم، قال القاضي: معنى الكلمة: لا تهتجروا، وتكون: تفتعلون: يعني: تهاجروا، أو من هُجْر الكلام، وهو الفُحش فيه؛ أي: لا تتسابُّوا، وتتفاحشوا، قال القرطبيّ: والرواية الأُولى أوضح، وأَولى. انتهى (٢).
[تنبيه]: رواية ابن عيينة عن الزهريّ هذه ساقها أبو يعلى رحمه الله في "مسنده"، فقال:
(٣٥٤٩) - حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، عن الزهريّ، سمعه من أنس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث". انتهى (٣).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال: