وقوله: "أهل وُدّ أبيه": بضم الواو، بمعنى المودّة؛ أي: أصحاب مودّته، ومحبته، (بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ") بتشديد اللام المكسورة: أي: بعد موت الأب، فيندب صلة أصدقاء الأب، والإحسان إليهم، وإكرامهم بعد موته، كما هو مندوب قبله، قاله العزيزيّ (٢).
وقال المناويّ: قوله: "أهل وُدّ أبيه" بضم الواو، بمعنى المودّة، وقوله:"بعد أن يولّي الأب": بكسر اللام المشدّدة: أي: يُدبر بموت، أو سفر، قال التوربشتيّ: وهذه الكلمة مما تخبّط الناس فيها، والذي أعرفه أن الفعل مسند إلى أبيه؛ أي: بعد أن يموت، أو يغيب أبوه، مِنْ وَلَّى يُوَلِّي.
وقال الطيبيّ: وفي "جامع الأصول"، و"المشارق": "يُوَلّي" بضم الياء، وفتح الواو، وكسر اللام المشدّدة، والمعنى: أن من جملة المبرّات الفُضْلَى مَبَرّة الرجل أحباء أبيه، فإن مودة الآباء قرابة الأبناء؛ أي: إذا غاب أبوه، أو مات يحفظ أهل ودّه، ويُحسن إليهم، فإنه من تمام الإحسان إلى الأب. انتهى (٣).
(وَإِنَّ أَبَاهُ)؛ أي: أبا هذا الأعرابيّ (كَانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ) بن الخطّاب؛ أي: فأحببت وَصْله بما أعطيته؛ عملًا بهذا الحديث.
والحديث من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وقد مضى بيان مسائله قبل حديث، ولله الحمد والمنّة.