وجمعها أَفؤُسٌ، وفُؤوس، مثلُ فلس، وأفلُس، وفُلوس. انتهى (١).
(وَمَسَاحِيهِمْ) بالفتح، بوزن الْجَوَاري: جمع مِسحاة بكسر الميم: هي الْمِجْرفة، إلا أنها من حديد، وسحوت الطينَ عن وجه الأرض سَحْوًا، من باب قال: جَرَفتُه بالمسحاة (٢).
(فَنَادَوْهُ)؛ أي: ناى جريجًا قومه (فَصَادَفُوهُ)؛ أي: وجدوه حال كونه (يُصَلِّي، فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، قَالَ: فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ) بفتح أوله، من باب ضرب، (دَيْرَهُ)؛ أي: صومعته محل عبادته، (فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ)؛ أي: هَدْم ديره، (نَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ: سَلْ هَذِهِ) وفي الرواية التالية: "قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيّ، فوَلَدَتْ مِنْكَ"، (قَالَ: فَتَبَسَّمَ) جريج تعجّبًا من اتّهامهم له بالفاحشة، (ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ)؛ أي: بعد أن توضّأ وصلَّى (فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟) وفي الرواية التالية: "فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاؤُوا بِه، فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ، فَطَعَنَ فِي بَطْنِه، وَقَالَ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ؟ "(قَالَ: أَبِي رَاعِي الضَّأْن، فَلَمَا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ)؛ أي: من الصبي، (قَالُوا) نادمين على ما فعلوا من هَدْم صومعته: (نَبْنِي مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) تعظيمًا لك، وسترًا لإجرامنا بالهدم. (قَالَ: لَا)؛ أي: لا تبنوها بالذهب والفضّة، (وَلَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ) التراب بناءها من قبلُ، (ثُمَّ عَلَاهُ")؛ أي: ارتفع إلى ما تبقّى من عليّته، أو يكون هذا بعدما أعادوا بناءها، والله تعالى أعلم.
قال الجامع عفا الله عنه: هذا الحديث متّفقٌ عليه، وسيأتي بيان مسائله في الحديث التالي -إن شاء الله تعالى -.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال: