(قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) قال في "الفتح": يَحْتَمِل أنه معاوية بن حَيْدَة -بفتح الحاء المهملة، وسكون التحتانية- وهو جدّ بَهْز بن حكيم، فقد أخرج البخاريّ في "الأدب المفرد" من حديثه: "قال: قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبرّ؟ قال: أمّك. . ." الحديث، وأخرجه أبو داود، والترمذيّ.
وفي رواية محمد بن فضيل عن عمارة التالية:"بحسن الصحبة"، وفي رواية شريك، عن عمارة وابن شبرمة جميعًا عن أبي زرعة، قال مثل رواية جرير، وزاد:"فقال: نعم، وأبيك لتنبأنّ"، وقد أخرجه ابن ماجه من هذا الوجه مطوّلًا، وزاد فيه حديث:"أفضلُ الصدقة أن تَصدَّق وأنت صحيح شحيح … "، وأخرجه أحمد من طريق شريك، فقال في أوله:"يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبئني بأحقّ الناس مني صحبة"، قال الحافظ: ووجدته في النسخة بلفظ: "فقال: نعم والله"، بدل:"وأبيك" فلعلها تصحّفت، وقوله:"وأبيك" لم يقصد به القَسَم، وإنما هي كلمة تجري لإرادة تثبيت الكلام، ويَحْتَمِل أن يكون ذلك وقع قبل النهي عن الحلف بالآباء. انتهى (٢).
(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("أُمُّكَ") خبر لمحذوف دلّ عليه السؤال؛ أي: أحقّهم بحسن الصحابة أمّك، وكذا ما بعده. (قَالَ) الرجل: (ثُمَّ مَنْ؟) بعد أميّ (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: (ثُمَّ "أُمُّكَ"، قَالَ) الرجل:(ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("ثُمَّ أُمُّكَ"، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؛ قَالَ) في المرّة الرابعة: ("ثُمَّ أَبُوكَ") أحقهم بحسن الصحابة.
(١) "تاج العروس" ١/ ٦٥٥. (٢) "الفتح" ١٣/ ٤٩٣، كتاب "الأدب" رقم (٥٩٧١).