وكلُّ بيت مُرَبَّع عند العرب فهو كعبة، وقيل: سُمِّي كعبة لاستدارته وعُلُوّه، ومنه كُعْبُ الرجل، ومنه كَعَبَ ثَدْيُ المرأة من باب نَصَرَ (١): إذا علا واستدار (٢).
وفي الرواية التالية:"أراني الليلة في المنام عند الكعبة"، فصرّح بأنه كان منامًا.
(فَرَأيتُ رَجُلًا آدَمَ) أي: أسمر (كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ) بضمّ الهمزة وسكون الدال، جمع آدم، كما قال في "الخلاصة":
والإضافة فيه من إضافة الصفة للموصوف، أي: الرجالِ الأُدْمِ.
(لَهُ لِمَّةٌ) بكسر اللام، وتشديد الميم، وجمعها لِمَمٌ كقِرْبَةٍ وقِرَبٍ، قال الجوهريّ: ويُجمع على لِمَام، يعني: بكسر اللام، وهو الشَّعْرُ المُتَدَلِّي الذي جاوز شَحْمَةَ الأذنين، فإذا بَلَغ المنكبين فهو جُمَّةٌ، أي: بضم الجيم، وتشديد الميم، ذكره النوويّ (٣).
وفي الرواية التالية:"تضرب لمّته بين منكبيه"، وقال في "الفتح": قوله: "لِمّته" بكسر اللام؛ أي: شعر رأسه، ويقال له: إذا جاوز شحمة الأذنين وألمّ بالمنكبين: لِمّة، وإذا جاوزت المنكبين فهي: جُمّة، وإذا قصرت عنهما فهي: وَفْرَة. انتهى (٤).
(كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَم، قَدْ رَجَّلَهَا) جملة في محلّ نصب على الحال، ومعنى "رَجَّلها" بتشديد الجيم: سَرّحها بِمُشْط مع ماء أو غيره.
(فَهِيَ تَقْطُرُ مَاءً) قال القاضي عياض رَحِمَهُ اللهُ: يحتمل أن يكون على ظاهره، أي: يقطر بالماء الذي رَجّلها به لقرب ترجيله، والى هذا نحا القاضي الباجيّ، قال القاضي عياض: ومعناه عندي أن يكون ذلك عبارةً عن نَضَارته وحسنه، واستعارةً لجماله (٥).