قال الجامع عفا الله عنه: هذا الإسناد تقدّم قبل حديثين في الباب الماضي، فلا حاجة إلى شرحه.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي مُوسَى) الأشعريّ -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ) جمع أشعريّ، بتشديد الياء، نسبة إلى الأشعر قبيلة من اليمن، ويروى: إن الأشعرين، بدون ياء النسبة، وتقول العرب: جاءك الأشعرون بحذف الياء، قاله في "العمدة" (١).
(إِذَا أَرْمَلُوا)؛ أي: إذا فَنِي زادهم، من الإرمال بكسر الهمزة، وهو فَنَاء الزاد، وإعواز الطعام، وأصله من الرَّمْل، كأنهم لَصِقوا بالرمل من القلة، كما في قوله تعالى:{ذَا مَتْرَبَةٍ}[البلد: ١٦](٢).
وقوله:(فِي الْغَزْوِ)؛ أي: في حال سفرهم في الجهاد في سبيل الله تعالى، (أَو قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ)؛ أي: في حال كونهم في الحضر، (جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ)؛ أي: بالتسوية بينهم، (فَهُمْ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ")؛ أي: متّصلون بي، وكلمة "مِنْ" هذه تسمى اتصالية، نحو:"لا أنا من الدَّدِ، ولا الدَّد مني"، وقال النوويّ: معناه: المبالغة في اتحاد طريقهما، واتفاقهما في طاعة الله تعالى،