({فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا}) قال السمين -رحمه الله-: قرأ أبو عمرو، ونافع بفتح الباء، وتشديد الدال من بدّل هنا، وفي "التحريم": "أنْ يُبْدِلَه"، وفي "القلم": "أنْ يُبْدِلَنا"، والباقون بسكون الباء، وتخفيف الدال من أبدل في المواضع الثلاثة، فقيل: هما بمعنى واحد. انتهى (١).
وقيل: الرُّحْمُ بمعنى الرحيم، وهو لائق هنا من أجل القرابة بالولادة، ويؤيّده قراءة ابن عبّاس:"رَحِمًا" بفتح الراء، وكسر الحاء، و"زكاة"، و"رُحمًا" منصوبان على التمييز. انتهى (٣).
وقال في "الفتح": قوله: "وأقرب رحمًا" هما به أرحم منهما بالأول الذي قَتَل خَضِر.
وأخرج النسائيّ عن ابن عباس:"فأبدلهما ربهما خيرًا منه زكاةً، قال: أبدلهما جاريةً، فولدت نبيًّا من الأنبياء"، وللطبريّ نحوه، ولابن المنذر: قال: "أبدلهما مكان الغلام جارية ولدت نبيَّين"، ولابن أبي حاتم: قال: "ولدت جاريةً، فولدت نبيًّا، وهو الذي كان بعد موسى، فقالوا له: ابعث لنا ملِكًا نقاتل في سبيل الله"، واسم هذا النبي شمعون، واسم أمه حنة، وعند ابن مردويه من حديث أُبيّ بن كعب: أنها ولدت غلامًا لكن إسناده ضعيف، وأخرجه ابن المنذر بإسناد حسن، عن عكرمة، عن ابن عباس نحوه، وفي