(عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنبِّهٍ) الأبناويّ الصنعانىّ أنه (قَالَ: هَذَا)؛ أي: ما يأتي في هذه الصحيفة، فإن هذا الحديث مأخوذ من "صحيفة همّام" المشهورة، كما يدلّ عليه سياق المصنّف. (مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه- (عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَذَكَرَ) أبو هريرة -رضي الله عنه- (أَحَادِيثَ) كثيرة، وقد تقدّم أنها (١٣٨) حديثًا، وقوله:(مِنْهَا) جارّ ومجرور خبر مقدّم لقوله: (وَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-)؛ لأنه مبتدأ مؤخّر محكيّ؛ لِقَصْد لفظه، ("رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) -عَلَيْهِ السَّلام- (رَجُلًا) قال المناويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: لم يُسمّ الرجلُ، ولا المسروق منه، ولا المسروق (١). (يَسْرِقُ) بكسر الراء، من باب ضرب، (فَقَالَ لَهُ عِيسَى) -عَلَيْهِ السَّلام- (سَرَقْتَ؟) بتقدير همزة الاستفهام، وفي رواية البخاريّ: "فقال له: أسرقت؟ "، قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: ظاهر قول عيسى -عَلَيْهِ السَّلام- لهذا الرجل: سرقتَ أنه خبر عمّا فَعَل الرجل من السرقة، وكأنه حقّق السرقة عليه؛ لأنه رآه قد أخذ مالًا لغيره من حرز في خُفية، ويَحْتَمِل أن يكون مستفهمًا له عن حقيقة ذلك، فحُذفت همزة الاستفهام، وحَذْفها قليل. انتهى (٢).
(قَالَ) الرجل منكرًا لسرقته: (كَلَّا) بفتح الكاف، وتشديد اللام: كلمة ردع
(١) "فيض القدير على الجامع الصغير" للمناويّ ٤/ ٥. (٢) "المفهم" ٦/ ١٧٩.