قال عياض: قوله: "رويدًا" منصوب على أنه صفة لمحذوف دلّ عليه اللفظ؛ أي: سُقْ سَوْقًا رُوَيدًا، أو احْدُ حَدْوًا رُويدًا، أو على المصدر؛ أي: ارْوِدْ رُويدًا، مثل ارفُق رِفْقًا، أو على الحال؛ أي: سِرْ رُويدًا، أو رويدك منصوب على الإغراء، أو مفعول بفعل مضمر؛ أي: الْزَم رفقك، أو على المصدر؛ أي: ارْوِدْ رُويدك.
وقال الراغب:"رُوَيْدًا" من أرود يُرْوِد؛ كأمهل يُمْهِل، وزنه ومعناه، وهو من الرَّوْد بفتح الراء، وسكون ثانية، وهو التردّد في طلب الشيء برفق، راد، وارتاد، والرائد طالب الكلأ، ورادت المرأة تُرود: إذا مشت على هينتها.
وقال الرامهرمزيّ:"رُويدًا" تصغير رَوْد، وهو مصدر فعل الرائد، وهو المبعوث في طلب الشيء، ولم يستعمل في معنى المهملة إلا مُصَغَّرًا، قال: وذكر صاحب "العين" أنه إذا أريد به معنى الترويد في الوعيد لم ينوّن.
وقال السهيليّ: قوله: "رُويدًا"؛ أي: ارفق، جاء بلفظ التصغير؛ لأن المراد التقليل؛ أي: ارفق قليلًا، وقد يكون من تصغير المرخم، وهو أن يصغر الاسم بعد حذف الزوائد، كما قالوا في أسود: سُوَيد، فكذا في أرود رويد.
وقوله:(سَوْقَكَ) وفي بعض النسخ: "سَوْقًا"، وقال في "الفتح": قوله: "سوقك" كذا للأكثر، وفي رواية حميد:"سيرك" وهو بالنصب على نزع الخافض؛ أي: ارفُق في سوقك، أو سُقْهنّ كسوقك.
وقال القرطبيّ في "المفهم"(١): "رُويدًا"؛ أي: ارفق، و"سوقك" مفعول به، ووقع في رواية مسلم:"سَوْقًا"، وكذا للإسماعيلي في رواية شعبة، وهو منصوب على الإغراء بقوله: ارفق سوقًا، أو على المصدر؛ أي: سُقْ سَوْقًا.
وقال ابن الصائغ المتأخر:"رويدك" إما مصدر، والكاف في محل خفض، وإما اسم فعل، والكاف حرف خطاب، و"سوقك" بالنصب على الوجهين، والمراد به: حَدْوَكَ؛ إطلاقًا لاسم المسبَّب على السبب.
وقال ابن مالك (٢): "رويدك" اسم فعل بمعنى: أَرْوِدْ؛ أي: أمهل،