القرطبيّ (٣)، وقال الطيبيّ: قوله: "استوقد"؛ بمعنى: أوقد، ولكن الأول أبلغ؛ كعَفّ، واستعفّ (٤).
وقوله:(فَلَمَّا أَضَاءَتْ) من الإضاءة، وهي فرط الإنارة، واشتقاقه من الضوء، وهو ما انتشر من الأجسام النيّرة، ويقال: أضاءت النار، وأضاءت غيرها، يتعدّى، ولا يتعدّى، فإن جُعل متعدّيًا يكون "ما حولها" مفعولًا به، وإن جُعل لازمًا يجوز أن يكون "ما حولها" فاعلًا له على تأويل الأماكن، ويجوز أن يكون فاعله ضمير النار، و"ما حوله" ظرفٌ، فيجعل حصول إشراق النار في جوانبها بمنزلة حصولها نفسها فيها مبالغةً، وحول الشيء جانبه الذي يمكن أن يحول إليه، أو سُمّي بذلك اعتبارًا بالدوران، والإطافة، ويقال للعام:
(١) "المسند" ٢/ ٤٤٩. (٢) وفي نسخة: "وهذه الدوابّ التي تقع في النار". (٣) "المفهم" ٦/ ٨٦. (٤) "الكاشف عن حقائق السُّنن" ٢/ ٦١٣.