اللغة: سقي، وأسقى بمعنى لغتان، وقيل: سقاه: ناوله ليشرب، وأسقاه: جعل له سُقْيا (١). (وَرَعَوْا) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: بالراء من الرعي، هكذا هو في جميع نُسخ مسلم، ووقع في البخاريّ:"وزرعوا"، وكلاهما صحيح. انتهى (٢).
وقال في "العمدة": فيه حذف المفاعيل من قوله: "فشربوا، وسقوا، وزرعوا"، لكونها معلومةً، ولأنها فضلة في الكلام، والتقدير: فشربوا من الماء، وسقوا دوابهم، وزرعوا ما يصلح للزرع. انتهى (٣).
وقال في "الفتح": قوله: "وزرعوا" كذا له بزيادة زاي، من الزرع، ووافقه أبو يعلي، ويعقوب بن الأخرم، وغيرهما، عن أبي كريب، ولمسلم، والنسائيّ، وغيرهما، عن أبي كريب:"ورَعَوْا" بغير زاي، من الرعي، قال النوويّ: كلاهما صحيح، ورجّح القاضي رواية مسلم بلا مرجح؛ لأن رواية "زرعوا" تدل على مباشرة الزرع؛ لِتُطابِقَ في التمثيل مباشرةَ طلب العلم، وإن كانت رواية "رَعَوا" مطابقة لقوله: "أنبتت"، لكن المراد أنَّها قابلة للإنبات، وقيل: إنه رُوي: "وَوَعَوْا " بواوين، ولا أصل لذلك، وقال القاضي: قوله: "وَرَعَوْا" راجع للأُولي، لأن الثانية لَمْ يحصل منها نبات. انتهى.
قال الحافظ: ويمكن أن يرجع إلى الثانية أيضًا، بمعنى أن الماء الذي استقرّ بها سُقيت منه أرض أخري، فأنبتت. انتهى (٤).
(وَأَصَابَ)؛ أي: الماء (طَائِفَةً مِنْهَا)؛ أي: قطعة من الأرض، ووقع في بعض النُّسخ:"وأصاب منها طائفة"(أُخْرَي، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ) بكسر القاف: جمع القاع، وهي الأرض المستوية، وقيل: الملساء، وقيل: التي لا نبات فيها، وهذا هو المراد في الحديث، قال في "العمدة": أصل قيعان: قِوْعان، قُلبت الواو ياء، لسكونها، وانكسار ما قبلها، والقاع يُجمع أيضًا على أَقْوُع، وأقواع، والقِيعة بكسر القاف: بمعنى القاع. انتهى (٥).