وكلّهم ذكروا في الباب، إلا همامًا، فتقدّم قبل أربعة أبواب.
وقوله:(بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ … إلخ) قد مرّ غير مرّة أن أصله "بين"، فأشبعت الفتحة، فصارت ألفًا، وأنه ظرف مضاف إلى جملة "أنا نائم"، وقد تدخل عليها "ما"، فيقال:"بينما"، وقوله:"أنا" مبتدأ، و"نائم" خبره، وقوله:"أُتِيتُ خَزَائِنَ الأَرْضِ" ببناء الفعل للمفعول، وهو جواب "بينا"، وعامل فيه (١).
وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وفي الرواية الأخرى: "فوضع في يديّ أسوارين" قال أهل اللغة: يقال: سُوار بكسر السين، وضمها، وأُسوار بضم الهمز، ثلاث لغات (٢)، ووقع في جميع النسخ في الرواية الثانية:"أسوارين"، فيكون "وَضَعَ" بفتح الواو، والضاد، وفيه ضمير الفاعل؛ أي: وضع الآتي بخزائن الأرض في يديّ أسوارين، فهذا هو الصواب، وضَبَطه بعضهم:"فَوُضِعَ" بضم الواو، وهو ضعيف، لنصب "أسوارين"، وإن كان يتخرج على وجه ضعيف.
وقوله:(يَدَيَّ) هو بتشديد الياء، على التثنية (٣).
وقوله:(صَاحِبَ صَنْعَاءَ) هو الأسود الْعَنْسيّ، (وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ") هو مسيلمة الكذّاب، وتمام شرح الحديث تقدّم في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.
(١) راجع: "عمدة القاري" ٢/ ٨٦. (٢) تقدّم أن فيه أربع لغات، يزاد على الثلاث كسر الهمزة، فتنبّه. (٣) "شرح النوويّ" ١٥/ ٣٤.