١ - (منها): بيان مشروعيّة الاستئذان لمن أتى بيوت الناس، ولا يفاجئهم بالدخول عليهم.
٢ - (ومنها): بيان أدب المستأذن عند استئذانه، وهو أن يذكر اسمه، لا أن يقول: أنا، قال النوويّ: قال العلماء: إذا استأذن، فقيل له: من أنت؟ أو من هذا؟ كُرِه أن يقول: أنا؛ لهذا الحديث، ولأنه لَمْ يحصل بقوله:"أنا" فائدة، ولا زيادة، بل الإبهام باق، بل ينبغي أن يقول: فلان، باسمه، وإن قال:"أنا فلان" فلا بأس، كما قالت أم هانئ -رضي الله عنها- حين استأذنت، فقال النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من هذه؟ " فقالت: أنا أم هانئ، ولا بأس بقوله: أنا أبو فلان، أو القاضي فلان، أو الشيخ فلان، إذا لَمْ يحصل التعريف بالاسم؛ لخفائه، وعليه يُحْمَل حديث أم فلان، ومثله لأبي قتادة، وأبي هريرة، والأحسن في هذا أن يقول: أنا فلان المعروف بكذا، والله أعلم. انتهى (١).
٣ - (ومنها): ما قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: قول جابر -رضي الله عنه-: استأذنت على النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال:"من هذا؟ " دليلٌ على جواز الاستئذان من غير ذِكر اسم المستأذن، إلَّا أن الأحسن أن يذكر اسمه كما تقدَّم في حديث أبي موسى -رضي الله عنه-، ولأن في ذِكر اسمه إسقاط كلفة السؤال والجواب. وكراهة النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قول جابر في جوابه:"أنا" يَحْتَمِل أن يكون لذلك المعني، ويَحْتَمِل أن يكون، لأن "أنا" لا يحصل بها تعريف، وهو الأَولي، وقيل: إنما كَرِه ذلك لأنَّه دَقّ عليه الباب على ما رُوي في غير كتاب مسلم، وفي هذا التأويل بُعْدٌ؛ لأنَّه إنما فُهِمت الكراهة عنه من قوله:"أنا، أنا"، ولم يذكر الدَّق، ولا نبَّهه عليه، فكيف يُعْدَل عما نَطَق به، وكرَّره مُنكِرًا له، ويصار إلى ما لَمْ يَجْرِ له ذكره؟! انتهى كلام القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ- (٢)، وهو بحث مفيدٌ، والله تعالى أعلم.
٤ - (ومنها): ما قاله ابن العربيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: في حديث جابر -رضي الله عنه- مشروعية دَقّ الباب، ولم يقع في الحديث بيانٌ هل كان بآلة، أو بغير آلة؟، قال الحافظ: وقد أخرج البخاريّ في "الأدب المفرد" من حديث أنس -رضي الله عنه-: "أن