(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) -رضي اللَّه عنهما-، وفي رواية روح بن عبادة التالية:"حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه"، فصرّح ابن جريج، بالإخبار، وأبو الزبير بالسماع، فانتفت عنهما تهمة التدليس، فتنبّه. (أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ) ومثله المرأة؛ إذ لا فرق بينهما في ذلك، (فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ)؛ أي: لا موضع بيتوتة لكم؛ لأن صاحبه تحصّن منكم بذكر اللَّه تعالى، (وَلَا عَشَاءَ) بفتح العين، والمدّ: هو الطعام الذي يؤكل في العشية، وهي من صلاة المغرب إلى العِشاء، بكسر العين؛ أي: لا يحصل لكم مسكن، وطعام، بل صرتم محرومين، بسبب التسمية (٢).
وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: معناه: قال الشيطان لإخوانه، وأعوانه، ورُفقته (٣).
وقال البيضاويّ: المخاطَب به أعوانه؛ أي: لا حظّ، ولا فُرصة لكم الليلةَ من أهل هذا البيت، فانهم قد أحرزوا عنكم طعامهم وأنفسهم، وتحقيق ذلك أن انتهاز الشيطان فرصة من الإنسان إنما تكون حال الغفلة، ونسيان
(١) وفي نسخة: "عند دخوله، فإن الشيطان يقول: أدركتم". (٢) "عون المعبود" ١٠/ ١٧١. (٣) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٩٠.