مثلّث أيضًا، وقيل: إن الضم فيه ضعيف، قال الجوهريّ: دخلتها الهاء للوحدة، مثل الحمامة، وأفاد إبراهيم الحربيّ في "غريب الحديث" أن الدجاج بالكسر اسم للذُّكران، دون الإناث، والواحد منها دِيكٌ، وبالفتح الإناث، دون الذكران، والواحدة دَجاجة بالفتح أيضًا، قال: وسُمّي لإسراعه في الإقبال والإدبار، من دَجّ يَدِجّ: إذا أسرع، ودَجاجةُ: اسم امرأة، وهي بالفتح فقط، ويُسَمّى بها الْكُبّة من الغزل. انتهى (١).
وقوله:(يَرْمُونَهَا) جملة في محل نصب صفة لـ "دجاجةً". (قَالَ) هشام (فَقَالَ أَنَسٌ) - رضي الله عنه - (نَهَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ) ببناء الفعل للمفعول؛ أي: تُحبس لِتُرْمَى حتى تموت، وفي رواية الإسماعيليّ من هذا الوجه بلفظ:"سمعت أنس بن مالك يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صَبْر الروح"، وأصل الصبر: الحبسُ، وأخرج الْعُقيليّ في "الضعفاء" من طريق الحسن، عن سَمُرة قال:"نَهَى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن تُصْبَر البهيمة، وأن يؤكل لحمها إذا صُبِرت"، قال العقيليّ: جاء في النهي عن صبر البهيمة أحاديث جياد، وأما النهي عن أكلها فلا يُعْرَف إلا في هذا، قال الحافظ: إن ثبت فهو محمول على أنها ماتت بذلك بغير تذكية، كما تقدم في المقتول بالبندقة. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١٢/ ٥٠٤٩ و ٥٠٥٠](١٩٥٦)، و (البخاريّ) في "الذبائح"(٥٥١٣)، و (أبو داود) في "الضحايا"(٢٨١٦)، و (النسائيّ) في "الضحايا"(٧/ ٢٣٨) و"الكبرى"(٣/ ٧٢)، و (ابن ماجه) في "الذبائح"(٣١٨٦)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٤/ ٢٥٨)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/
(١) "الفتح" ١٢/ ٤٩٣ - ٤٩٤ رقم (٥٥١٧). (٢) "الفتح" ١٢/ ٤٩٣ - ٤٩٤ رقم (٥٥١٧).