الحديث، قال: وقد خالف بعضهم، فرأى عند أهله رجلًا، فعوقب بذلك على مخالفته. انتهى.
وأشار بذلك إلى حديث أخرجه ابن خزيمة، عن ابن عمر قال:"نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُطْرَق النساء ليلًا، فطَرَق رجلان، كلاهما وجد مع امرأته ما يكره"، وأخرجه من حديث ابن عباس نحوه، وقال فيه:"فكلاهما وجد مع امرأته رجلًا".
ووقع في حديث مُحارب، عن جابر، أن عبد الله بن رواحة أتى امرأته ليلًا، وعندها امرأة تَمْشُطها، فظنها رجلًا، فأشار إليها بالسيف، فلما ذَكَر للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أن يَطْرُق الرجل أهله ليلًا. أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(١)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
وكلّهم ذُكروا في الباب، وقبل بابين، و"عبد الصمد" هو: ابن عبد الوارث المذكور قبل حديث، و"عامر" هو الشعبيّ.
وقوله:(فَلَا يَأْتِيَنَّ أَهْلَهُ طُرُوقًا) بضمّ الطاء المهملة: هو الإتيان في الليل، وكلّ آتٍ في الليل فهو طارق (٢).
وقوله:(حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ) قال النوويّ: معنى "تستحدّ المغيبة"؛ أي: تزيل شَعْر عانتها، والمغيبة التي غاب زوجها، والاستحداد: استفعال من استعمال الحديدة، وهي الْمُوسَى، والمراد: إزالته كيف كان. انتهى (٣).