وقوله:(مِنْ تَمْرٍ) بيان لـ "وسق"، (وَلَكِنْ نَرْهَنُكَ اللْأمَةَ) - بتشديد اللام، وسكون الهمزة - وقوله:(وَيعْنِي: السِّلَاحَ) بيّن في رواية البخاريّ أن العناية من ابن عيينة، ولفظه:"قال سفيان: يعني: السلاح"، قال في "الفتح": كذا قال، وقال غيره، من أهل اللغة: اللأمة: الدِّرْعُ، فعلى هذا إطلاق السلاح عليها من إطلاق اسم الكلّ على البعض. انتهى (١).
وقال الفيّوميّ: اللأمة: بهمزة ساكنة، ويجوز تخفيفها: الدِّرْعُ، والجمع: لَأمٌ، مثلُ تَمْرة وتَمْر، ولُؤَمٌ، مثلُ غُرَفٍ، لكنّه غير قياسٍ، واستألم: لَبِس لَأمته. انتهى (٢).
وفي مرسل عكرمة:"ولكنا نَرْهَنُك سلاحنا، مع علمك بحاجتنا إليه، قال: نعم"، وفي رواية الواقديّ:"وإنما قالوا ذلك؛ لئلا يُنكر مجيئهم إليه بالسلاح".
وقال النوويّ رحمه الله: أما الحارث: فهو الحارث بن أوس ابن أخي سعد بن عُبادة، وأما أبو عَبْس: فاسمه عبد الرحمن، وقيل: عبد الله، والصحيح الأول، وهو ابن جَبْر - بفتح الجيم، وإسكان الباء - كما ذكره في الكتاب، ويقال: ابن جابر، وهو أنصاريٌّ، من كبار الصحابة - رضي الله عنهم -، شَهِد بدرًا، وسائر المشاهد، وكان اسمه في الجاهلية عبد العزى، وهو وقع في معظم النسخ:"وأبو عَبْس" بالواو، وفي بعضها:"وأبي عَيْس" بالياء، وهذا ظاهر، والأول صحيح أيضًا، ويكون معطوفًا على الضمير في:"يأتيه". انتهى (٣).
وفي رواية البخاريّ:"فجاء ليلًا، ومعه أبو نائلة" - بنون، وبعد الألف تحتانية، وقيل: بالهمزة بعد الألف، واسمه: سلكان بن سلامة - "وكان أخاه