ست، وعند ابن سعد على رأس تسعة وخمسين شهرًا من الهجرة، وكانت غَيْبته بها تسع عشرة ليلة، وقَدِم لليلة بقيت من المحرم.
وقوله:"القُرَطاء" - بضم القاف، وفتح الراء، والطاء المهملة - وهم نفر من بني أبي بكر بن كلاب، وكانوا ينزلون الْبَكَرات، بناحية ضَرِيّة، وبين ضريّة والمدينة سبع ليال.
و"ضَرِيَّة" - بفتح الضاد المعجمة، وكسر الراء، وتشديد الياء، آخرِ الحروف - وهي أرض كثيرة الْعُشب، وإليها يُنسب الْحِمَي، وضَرِيّة في الأصل بنت ربيعة بن نذار بن معدّ بن عدنان، وسمّي الموضع المذكور باسمها.
و"الْبَكَرات" - بفتح الباء الموحّدة - في الأصل جمع بَكَرَة، وهي ماء بناحية ضريّة، قاله في "العمدة"(١).
وقال في "الفتح": وزعم سيف في "كتاب الردّة (٢) " له أن الذي أخذ ثُمامة وأَسَره، هو العباس بن عبد المطلب، وفيه نظر؛ لأنَّ العباس إنما قَدِم على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في زمان فتح مكة، وقصة ثُمامة تقتضي أنَّها كانت قبل ذلك، بحيث اعتمر ثُمامة، ثم رجع إلى بلاده، ثم منعهم أن يُميروا أهل مكة، ثم شكا أهل مكة إلى النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذلك، ثم بَعَث يشفع فيهم عند ثمامة، قاله في "الفتح"(٣).
(قِبَلَ نَجْدٍ)؛ أي: إلى جهة نجد، قال في "العمدة": "نجد" - بفتح النون، وسكون الجيم - وهو في جزيرة العرب، قال المدائني: جزيرة العرب خمسة أقسام: تهامة، ونجد، وحجاز، وعروض، ويمن، أما تهامة: فهي الناحية الجنوبية من الحجاز، وأما نجد فهي الناحية التي بين الحجاز والعراق، وأما الحجاز فهو جبل سدّ من اليمن حتى يتصل بالشام، وفيه المدينة، وعمان، وأما العروض: فهي اليمامة إلى البحرين.
وقال الواقديّ: الحجاز من المدينة إلى تبوك، ومن المدينة إلى طريق
(١) "عمدة القاري" ٧/ ١٢٠. (٢) هكذا وقع في "عمدة القاري"، ووقع في "الفتح": "في كتاب الزهد" له، فليُحرّر. (٣) "الفتح" ٩/ ٥١٩، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٧٢).