جعفر بن محمد بن الحسين، وإبراهيم بن عليّ قالا: ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ عبد العزيز بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّها قالت: جاءت هند أم معاوية إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقالت: إن أبا سفيان رجل شحيح، وإنه لا يعطيني ما يكفيني وولدي، إلَّا ما أخذت منه، وهو لا يعلم، فهل عليّ في ذلك من شيء؟ فقال لها النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خذي ما يكفيك، وبنيك بالمعروف"، لفظ حديث عبد العزيز. انتهى (١).
وأما رواية الضحّاك بن عثمان، عن هشام، فلم أجد من ساقها، فليُنظر، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلِّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:
وقولها:(مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ … الخ)"الخِباء" بكسر الخاء المعجمة، وتخفيف الموحّدة، مع المدّ: هي خيمة من وَبَر، أو صوف، ثم أُطلقت على البيت كيفما كان، ذكره في "الفتح"(٢).
وقال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: أرادت بقولها: "أهل خباء" نفسه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكَنَتْ
(١) "سنن البيهقيِّ الكبرى" ١٠/ ١٤١. (٢) "الفتح" ٨/ ٥٣٢، كتاب "مناقب الأنصار" رقم (٣٨٢٥).