فعبد الله بن برّاد من نسل أبي موسى -رضي الله عنه-، كما أسلفته في نسبه، وبريد حفيد أبي بردة، وهو ولد أبي موسى-رضي الله عنه-.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي مُوسَى) الأشعريّ -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- أَسْأَلُهُ لَهُمُ الْحُمْلَانَ) بضمّ الحاء المهملة؛ أي: الشيء الذي يركبون عليه، ويحملهم، قاله في "الفتح".
وقال في "القاموس"، و"شرحه": "الْحُمْلانُ بالضمّ: ما يُحْمَل عليه، من الدوابّ في الهبَة خاصّةً، كذا في "المحكم"، و"الْعُباب"، قال الليث: ويكون الْحُمْلان أجرًا لما يُحمَل، زاد الصغانيّ: وحُمْلانُ الدراهم في اصطلاح الصاغة: ما يُحْمَلُ على الدراهم من الْغِشِّ؛ تسمية بالمصدر، وهو مجاز". انتهى (١).
وقال ابن الأثير رحمه الله: الْحُمْلان: مصدر حَمَلَ يَحْمِل حُمْلانًا، وذلك لأنهم أرسلوه يطلب منه شيئًا يركبون عليه. انتهى (٢).
قال الجامع عفا الله عنه: ما تقدّم من "القاموس"، و"شرحه" أولى وأقرب من تفسير ابن الأثير، فتأملّ.
(إِذْ هُمْ)"إذ" ظرف متعلّق بمقدَّر؛ أي: يركبونه وقت كونهم (مَعَهُ) -صلى الله عليه وسلم- (فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ) -بمهملتين الأولى مضمومة، وبعدها سكون- مأخوذ من قوله تعالى:{الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ}[التوبة: ١١٧]، وهي غزوة تبوك كما بيّنه بقوله:(وَهِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ) وفي حديث ابن عباس: "قيل لعمر: حدّثنا عن شأن ساعة العسرة، قال: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فأصابنا عطش … " الحديث، أخرجه ابن خزيمة، وفي تفسير عبد الرزاق: عن معمر، عن ابن عقيل قال: "خرجوا في قلّة من الظَّهر، وفي حرّ شديد، حتى كانوا ينحرون البعير، فيشربون ما في كَرْشه من الماء، فكان ذلك عُسْرة من الماء،
(١) "تاج العروس من جواهر القاموس" ٧/ ٢٨٨. (٢) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٤٤٣.