(فَقَعَدَتْ فِي عَجُزِهَا)؛ أي: ركبتها في مؤخّرها، قال المجد رحمه الله:"الْعَجْزُ" مثلّثةً، وكَنَدُسٍ، وكَتِفٍ: مؤخّر الشيء، ويؤنّث، جمعه أعجازٌ. انتهى (١).
وقال الفيّوميّ رحمه الله: والْعَجُزُ من كلّ شيء: مؤخّره، ويذكَّر، ويؤنّث، وقال قبل ذلك: والْعَجُز من الرجل والمرأة: ما بين الْوَرِكين، وهي مؤنّثةٌ، وبنو تميم يُذكّرون، وفيها أربع لغات: فتح العين، وضمّها، ومع كلّ واحدة ضمّ الجيم، وسكونها، والأفصح وزان رَجُل، والجمع أعجاز. انتهى (٢).
(ثُمَّ زَجَرَتْهَا)؛ أي: ساقتها (فَانْطَلَقَتْ، وَنَذِرُوا بِهَا) بفتح النون، وكسر الذال المعجمة، من باب علم؛ أي: عَلِمَ القوم بذهاب تلك المرأة، قال الفيّوميّ رحمه الله: وأنذرته بكذا، فَنَذِرَ به، مثلُ أعلمته، فَعَلِمَ، وزنًا ومعنًى، فالصلة فارقة بين الفعلين. انتهى (٣).
وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "نَذِروا بها"؛ أي: عَلِمُوا بها، وهو بكسر الذال المعجمة في الماضي، وفتحها في المستقبل نِذَارَةً في المصدر، ونَذَر يَنْذُر -بفتحها في الماضي، وكسرها في المستقبل (٤) - نذرًا؛ أي: أوجب، يقال: نَذِرتُ بالشيء؛ أي: عَلِمتُهُ، ونَذَرْتُ الشيءَ؛ أي: أوجبته.
قال ابن عرفة: النذر: ما كان وعدًا على شرط، فإن لَمْ يكن شرط لَمْ يكن نذرًا، فلو قال: لله عليَّ صدقة؛ لَمْ يكن ناذرًا حتى يقول: إن شفى الله مريضي، أو قدم غائبي.
قال القرطبيّ: والمشهور عدم التفرقة، وأن كلّ ذلك نذر عند اللغويين والفقهاء، والإنذار: الإعلام بما يخاف منه. انتهى (٥).
(فَطَلَبُوهَا، فَأَعْجَزَتْهُمْ)؛ أي: سبقتهم، ففاتتهم، فعجزوا عن إدراكها، ومنه
(١) "القاموس المحيط" ص ٨٤٢. (٢) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٣٩٤. (٣) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٩. (٤) قوله: "وكسرها" في المستقبل، تقدّم أن الصواب أنه يجوز كسر الذال، وضمها، في المضارع، من بابي ضرب، ونصر، فتنبّه. (٥) "المفهم" ٤/ ٦١٢ - ٦١٣.