وقوله:(أَمْلَى عَلَيَّ نَافِعٌ)؛ أي: ألقى عليّ، فكتبته، قال الفيّوميّ - رحمه الله -: وأمللت الكتاب على الكاتب إملالًا: ألقيته عليه، وأمليته عليه إملاءً، والأولى لغة الحجاز، وبني أسد، والثانية لغة تميم، وقيس، وجاء الكتاب العزيز بهما، قال - عز وجل -: {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} الآية [البقرة: ٢٨٢]، وقال:{فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}[الفرقان: ٥]. انتهى.
وقال المجد في "القاموس": وأملّه: قال له: فكتب عنه. انتهى.
وقوله:(أَوْ يَكونَ بَيْعُهُمَا) بنصب "يكونَ" بـ"أن" مضمرةً، كما سبق في الحديث الماضي، وليس معطوفًا على "يتفرّقا"، وإلا لَجُزم، فتنبّه.
وقوله:(عَنْ خِيَارٍ) وفي بعض النسخ: "على خيار" في الموضعين.
وقوله:(قَالَ نَافِعٌ) هو موصول بالإسناد المذكور.
وقوله:(فَكَانَ إِذَا بَايَعَ رَجُلًا … إلخ) فاعل "كان" ضمير ابن عمر، ولفظ البخاريّ: "قال نافع: وكان ابن عمر … إلخ"، وقد ذكره النسائيّ أيضًا من طريق يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن نافع، وهو ظاهر في أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يذهب إلى أن التفرّق المذكور بالأبدان، كما سبق بيانه، والحديث دليل في ثبوت الخيار لكلّ من المتبايعين ما داما في المجلس. أفاده في "الفتح" (٢).
وقوله:(فَأرَادَ أَنْ لَا يُقِيلَهُ) بضمّ أوله، من الإقالة، أو بفتحه، من الْقيل،
(١) وفي نسخة: "على خيار" في الموضعين. (٢) راجع: "الفتح" ٥/ ٥٦٢.