(فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ) أي ما فاتني من أيام رمضان (إِلَّا فِي شَعْبَانَ) غير منصرف؛ للعلميّة، وزيادة الألف والنون، وجمعه شعبانات، وشَعَابين (٢).
وقوله:(الشُّغْلُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) برفع "الشغل" خبرًا لمحذوف؛ أي المانع لها الشغل، أو مبتدأ محذوف الخبر؛ أي الشغل هو المانع لها، وسيأتي في "التنبيه" أنه مدرج من كلام يحيى، فتنبّه.
(أَوْ بِرَسُولٍ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)"أو" للشكّ من الراوي، هل قال:"من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، أو "برسول الله - صلى الله عليه وسلم - "؟.
وقال القاري رحمه الله:"أو" للشك من أحد الرواة عن يحيى على ما هو الظاهر، ويمكن أن يكون للتنويع، و"الشغلُ" مبتدأ، والتقدير: الشغل المانع لقضاء الصوم كان ثابتًا من جهته، أو اشتغالها بخدمته هو المانع من القضاء، وقال الزركشيّ: هو بالرفع بفعل مضمر؛ أي أوجب ذلك الشغل، أو مني الشغل. انتهى (٣).
قال الجامع عفا الله عنه: كون "أو" هنا للتنويع لا يخفى بُعده، فتأمل، والله تعالى أعلم.
وقال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في النسخ "الشغلُ" بالألف واللام، مرفوعًا؛ أي يمنعني الشغلُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتعني بالشغل، وبقولها في الحديث الثاني:"فما تقدر على أن تقضيه" أن كل واحدة منهنّ كانت مُهَيِّئة نفسها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مُتَرَصِّدةً لاستمتاعه في جميع أوقاتها إن أراد ذلك، ولا تدري متى يريده، ولم تستأذنه في الصوم؛ مخافةَ أن يأذن، وقد يكون له حاجة فيها، فتفوتها عليه، وهذا من الأدب (٤).
[تنبيه]: قوله: "الشغلُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … إلخ" مدرج من كلام يحيى بن سعيد، وليس من كلام عائشة - رضي الله عنها -، وقد وقع بيان ذلك في "صحيح البخاريّ"، ولفظه:"قال يحيى: الشغل من النبيّ، أو بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ".