له الترمذيّ، وابن ماجه، والثاني ما أخرج له البخاريّ، وأبو داود، والترمذيّ.
٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين من مالك.
٤ - (ومنها): أن أنسًا -رضي الله عنه- أحد المكثرين السبعة، وآخر من مات من الصحابة -رضي الله عنهم- بالبصرة، وقد جاوز عمره المائة.
شرح الحديث:
(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي) وفي رواية الأوزاعيّ: "أدخل المسجد"(مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ) جملة حاليّة، والرداء بالكسر والمدّ: ما يُرْتدى به، مذكَّرٌ، ولا يجوز تأنيثه، والتثنية رداءان بالهمز، وربّما قُلبت الهمزة واوًا، فقيل: ردا وان، والجمع أرديةٌ، مثل سِلاح وأسلحة (١).
وفي رواية البخاريّ:"وعليه بُرْد"، والْبُرْد -بضم الباء الموحدة- نوع من الثياب معروف، والجمع أَبْرادٌ، وبُرُودٌ.
(نَجْرَانِيٌّ) بالنون المفتوحة، وسكون الجيم، وبالراء: نسبة إلى نَجْران بلد معروفٌ بين الحجاز واليمن، قاله في "الفتح". وقال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: ونجران: بلد من بلاد هَمْدَانَ من اليمن، قال الطبريّ: سُمِّيَت باسم بانيها نجران بن زيد بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطان. انتهى (٢).
(غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ) أي الطرف، وفي رواية الأوزاعيّ:"الصَّنِفَة" بفتح الصاد المهملة، وكسر النون، بعدها فاء، وهي طرف الثوب مما يلي طُرَّته (٣). (فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ) أي لحقه من ورائه، زاد همّام:"من أهل البادية"، وفي رواية الأوزاعيّ:"فجاء أعرابيّ من خلفه"، وهذا الأعرابيّ: لا يُعرف اسمه، كما قاله صاحب "التنبيه"(٤). (فَجَبَذَهُ) أي جبذ الأعرابيّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو بفتح الجيم، والموحّدة، بعدها ذال معجمة، وفي رواية الأوزا عيّ:"فجذب"، وهو بمعنى "جبذ"، قاله في "الفتح"، وقال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: جبذه جَبْذًا، من باب ضرب، مثلُ جذبه جذبًا، قيل: مقلوب منه، لغةٌ تميميّةٌ، وأنكره ابن السّرّاج،