كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عبدًا مأمورًا، بَلَّغَ -واللَّه- ما أُرْسِلَ به، وما اخْتَصَّنا بشيء دون النّاس، ليس ثلاثًا: أمرَنا أن نُسْبغَ الوضوء، وألّا نأكلَ الصّدَقة، وألا نُنْزِيَ حمارًا على فرس.
قال موسى: فَلِقيتُ عبد اللَّه بن حسن فقلت له: إنّ عبد اللَّه بن عبيد اللَّه حدّثني بكذا وكذا. فقال: إنّ الخيل كانت في بني هاشم قليلةً، فأحبَّ أن تكثُر فيهم (١).
(٢٩٦٢) الحديث السابع والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا علي بن زيد قال: حدّثني عمر بن أبي حَرملة عن ابن عبّاس قال:
دخلتُ أنا وخالد بن الوليد مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على ميمونة بنت الحارث، فقالت: ألا نُطْعمُكم من هَدِيّة أَهْدَتْها لنا أم عُفيق؟ قال:"بلى"(٢). قال: فجيء بضَبَّين مشويَّين، فتبزَّقَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال له خالد: كأنّك تَقْذَرُه؟ قال:"أجل". قالت: ألا أُسقيكم من لبن أَهْدَتْه لنا؟ فقال:"بلى". فجيء بإناء من لبن، فشرب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا عن يمينه وخالد عن شماله، فقال لي:"الشَّربة لك، وإن شِئْتَ آثَرْت بها خالدًا". فقلت: ما كنت لأُوثِرَ بسُؤرِك عليَّ أحدًا. فقال:"من أَطْعَمَه اللَّه طعامًا فليقلْ: اللهمّ بارِكْ لنا فيه وزِدْنا منه، فإنّه ليس شيء يُجزىء مكانَ الطعام والشراب غير اللبن"(٣).
(٢٩٦٣) الحديث الثامن والتسعون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية ووكيع المعنى واحد قال: حدّثنا الأعمش عن مجاهد. قال وكيع: وسمعت مجاهدًا يحدّث عن طاوس عن ابن عبّاس قال:
مرَّ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بقبرَين، فقال: "إنّهما لَيُعَذَّبان، وما يُعَذّبان في كبير: أما أحدُهما فكان لا يَسْتَتِرُ (٤) من البول -قال وكيع: من بوله- وأما الآخر فكان يمشي بالنميم. قال وكيع:
(١) المسند ٣/ ٤٣٨ (١٩٧٧)، والترمذيّ ٤/ ١٧٨ (١٧٠١)، ومن طريق أبي جهضم موسى بن سالم في النسائي ١/ ٨٩، وصحّحه ابن خزيمة ١/ ٨٩ (١٧٥)، ولم يذكروا قول موسى الأخير. قال الترمذيّ: حسن صحيح. وصحّح إسناده الألباني ومحقّقو المسند. (٢) "قال: بلى" ليست في المسند. وينظر في روايات أم عفيق. حاشية المسند. (٣) المسند ٣/ ٤٣٩ (١٩٧٨) ومن طريق علي بن زيد، ابن جدعان، في الترمذيّ ٥/ ٤٧٢ (٣٤٥٥)، وقال: حديث حسن، وأبي داود ٣/ ٣٣٩ (٣٧٣٠). وحسّنه الألباني ومحقّقو المسند. (٤) في المسند "يستنزه" وهما روايتان في الحديث.