(٥٩٢)
مسند (١) هَزّال الأسلمي (٢)
(٦٦٤٧) حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا وكيع قال: حَدَّثَنَا هشام بن سعد قال: أخبرني يزيد
ابن نُعيم بن هَزَّال عن أبيه قال:
كان ماعز بن مالك في حِجر أبي، فأصاب جارية من الحيّ، فقال له أبي: ائْتِ رسول
الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأخبِرْه بما صَنَعْتَ، لعلَّه يستغفرُ لك. وإنما يريدُ بذلك رجاء أن يكونَ له مَخرجًا.
فأتاه فقال: يا رسول الله، إنِّي زَنَيْتُ، فأقِمْ عليَّ كتاب الله. فأعرض عنه، فعاد فقال: يا رسول
الله، إنِّي زَنَيْتُ، فأقِم عليَّ كتاب الله. فأعرض عنه، تم أتاه الثالثة فقال: يا رسول الله، إنّي
زَنَيْتُ، فأقِم عليَّ كتاب الله. ثم أتاه الرابعة فقال: يا رسول الله، إني زَنَيْتُ فأقِم عليَّ كتاب
الله. فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنك قد قُلْتَها أربع مرَّات، فبِمَن؟ " قال: بفلانة. قال: "هل
ضاجَعْتَها؟ " قال: نعم. قال: "هل باشَرْتَها؟ ". قال: نعم. قال: "هل جامَعْتَها؟ " قال: نعم.
قال: فأمر به أن يُرْجَمَ. قال: فأُخرج به إلى الحَرَّة، فلما رُجِم فوجدَ مسَّ الحجارة جَزِعَ، فخرج
يَشْتَدُّ، فلَقِيَه عبد الله بن أنيس وقد أعجزَ أصحابَه، فنزعَ له بوَظيف بعير، فرماه به فقتله. قال:
ثم أتى النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فذكر ذلك له. فقال: "هلَّا تَرَكْتُموه لعلَّه يتوبُ فيتوبَ اللهُ عليه".
قال هشام: فحدَّثَنِي يزيد بن نُعيم بن هزّال عن أبيه: أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لأبي
حين رآه: "والله يا هَزَّال، لو كُنتَ سَتَرْتَه بثوبك كان خيرًا ممَّا صَنْعْتَ به" (٣).
*********
(١) وقع سقط في المخطوطة - ورقتان - إلى مسند يزيد بن ركانة. وقد استدَرَكْتُه، مستندًا في ذلك إلى
الأطراف والإتحاف والمسند، والله الموفق.
(٢) معرفة الصحابة ٥/ ٢٧٦٥، والاستيعاب ٣/ ٥٧٤، والتهذيب ٧/ ٣٩٥، والإصابة ٣/ ٥٧٠.
وأخرج له أربعة أحاديث - التلقيح ٣٧٣.
(٣) المسند ٥/ ٢١٦، وأبو داود ٤/ ١٤٥ (٤٤١٩) ولم يذكر في آخره قول النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لهزال. وفي ٤/ ١٣٤ (٤٣٧٧)
أخرجه أبو داود مختصرًا من طريق يزيد وفيه قول النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لهزال. وعن يزيد صحَّح الحاكم إسناد الحديث،
ووافقه الذهبي ٤/ ٣٦٣. وضعَّف الألباني في سنن أبي داود "لو كنت سترته .. " وجمع روايات حديث رجم
ماعز في الإرواء ٧/ ٣٥٢ (٢٣٢٢)، وذكر منها هذا الحديث، وحسَّنه.