(٦٠٨٩) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة ابن الزبير عن كُرز بن علقمة الخزاعيّ قال:
قال أعرابيٌّ: يا رسول اللَّه، هل للإسلام منتهى؟ قال:"نعم، أيّما أهلُ بيتٍ من العرب والعجم أرادَ اللَّهُ بهم خيرًا أدخلَ عليهم الإسلام." قال: ثم ماذا يا رسول اللَّه؟ قال:"ثم تقعُ فِتنٌ كأنّها الظُّلَل". فقال أعرابيٌّ: كلّا يا رسول اللَّه. فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، لَتعودُنَّ فيها أساوِدَ صُبًّا، يضرِبُ بعضُكم رقابَ بعض"(٢).
قال أحمد: قال سفيان: الحيّة السوداء تُنْصَب: أي ترتفع (٣).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعيّ قال: حدّثنا عبد الواحد بن قيس: حدّثني عروة عن كُرز الخُزاعي:
فذكر نحوه، وزاد:"وأفضلُ النّاس يومئذٍ مؤمنٌ مُعْتَزِلٌ في شِعب من الشِّعاب، يتّقي ربّه عزّ وجلّ، ويَدعُ النّاس من شرّه"(٤).
(١) الآحاد ٤/ ٢٨٤، ومعرفة الصحابة ٥/ ٢٤٠٩، والاستيعاب ٣/ ٢٩٣، والإصابة ٣/ ٢٢٧٥ والتعجيل ٣٥١. وذكر ابن الجوزي أن له ستّة أحاديث. التلقيح ٣٧٢. (٢) المسند ٢٥/ ٢٦١ (١٥٩١٨). ورجاله رجال الشيخين. وأخرجه الحاكم ٤/ ٤٥٤، وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرجه ١/ ٣٤ من طريق معمر، وقال: هذا حديث صحيح وليس له علّة، ولم يخرجاه لتفرّد عروة بالرواية عن كرز. . وينظر تخريج محقّقي المسند للحديث. (٣) رواه الإمام أحمد قبل الحديث السابق من طريق سفيان عن الزهري عن عروة، ونقل قول سفيان في تفسير: "أساود صُبًّا". (٤) المسند ٢٥/ ٢٦٢ (١٥٩١٩) ورجاله رجال الشيخين غير عبد الواحد بن قيس، صدوق له أوهام وإرسال، روى له ابن ماجة. وقد صحّح الحديث ابن حبّان ١٣/ ٢٨٧ (٥٩٥٦) من طريق الأوزاعيّ. وصحّح الحديث المحقّقون، وحسّنوا إسناده.