كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي

حرف الواو - ج: 7 - ص: 271

[حرف الواو]

(٥٧٩)

مسند وابصة بن مَعْبَد الأسَديّ (١)

(٦٥٩٤) الحديث الأول: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا يزيد بن هارون قال: حَدَّثَنَا حمّاد

ابن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مِكْرز عن وابصة بن معبد

قال:

أتيتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنا أريدُ ألّا أدعَ شيئًا من البِرّ والإثم إلَّا سألْتُه عنه، وإذا عنده

جَمْعٌ، فذهبتُ أتخطّى الناسَ، فقالوا: إليكَ يا وابصة عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إليكَ يا وابصة.

فقلت: أنا وابصة، دَعُوني أدنو منه (٢). فقال لي: "ادنُ يا وابصة". فدنَوتُ منه حتى مسَّت

رُكبتي رُكبتَه. فقال: "يا وابصة، أخبرُك ما جئتَ تسألُ عنه، أو تسألني؟ " فقلت: يا رسول

الله، أخْبِرْني. قال: "جئتَ تسألُ عن البِرِّ والإثم" قلت: نعم. فجمع أصابعه الثلاث

فجعل ينكُتُ بها في صدري ويقول: "يا وابصةُ، استفْتِ نفسَك، البِرُّ ما اطمأنَّ إليه

القلبُ، واطمأنَّتْ إليه النفسُ. والإثُم ما حاكَ في القلب، وتردّد في الصدر، وإن أفتاكَ

الناسُ وأفتَوك" (٣).

---

(١) الآحاد ٢/ ٢٨٩، ومعرفة الصحابة ٥/ ٢٧٢٤، والاستيعاب ٣/ ٦٠٤، والتهذيب ٧/ ٤٤٦، والإصابة ٣/ ٥٨٩.
وفي التلقيح ٣٦٩: له أحد عشر حديثًا.
(٢) في المسند "فإنّه من أحبَّ الناس إليَّ أن أدنو منه".
(٣) المسند ٤/ ٢٢٨. ومن طرق عن حمَاد أخرجه الطبراني في الكبير ٢٢/ ١٤٨ (٤٠٣)، وأبو يعلى ٣/ ١٦٠
(١٥٨٦)، والطحاوي في شرح المشكل ٥/ ٣٨٦ (٢١٣٩) وضعَف المحقِّقون إسناده. قال الهيثمي
١/ ١٨٠: وفيه أيوب بن عبد الله بن مكرز، قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه، ووثّقه ابن حبّان.