(٢٧٤١) حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: حدّثني إبراهيم بن الحجّاج قال: حدّثنا عبد القاهر بن السَّرِيّ قال: حدّثني ابنٌ لِكِنانة بن العبّاس بن مِرداس عن أبيه أن أباه العبّاس ابن مِرداس حدّثه:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دعا عَشِيّةَ عَرَفة بالمَغفرة والرَّحمة، فأكثرَ الدعاءَ، فأجابَه اللَّهُ عزّ وجلّ:"إني قد فَعَلْتُ، غَفَرْتُ لأُمَّتك، إلّا مِن ظُلْمَ بعضِهم بعضًا. فقال: يا ربِّ، إنّك قادرٌ أن تغفرَ للظالم وتُثيبَ المظلومَ خيرٌ من مظلمته" فلم يكن تلك العشيةُ إلا ذا.
فلما كان من الغد دعا غداةَ المُزْدَلفة، فعادَ يدعو لأُمّته، فلم يلبثْ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أن تبسَّمَ، فقال بعض أصحابه: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأُمّي، ضَحِكْتَ في ساعة لم تضحكْ فيها، فما أَضْحَكَكَ؟ أضحكَ اللَّهُ سِنَّك. قال:"تبسَّمْتُ من عدوِّ اللَّه إبليسَ حين عَلِمَ أنّ اللَّه عزّ وجلّ قد استجاب لي في أمّتي وغَفَرَ للظالم، أهوى يدعو بالثُّبور والوَيل، ويحثو التُّرابَ على رأسه. فتبسَّمْت مما يصنعُ جَزَعُه"(٢).
* * * *
(١) الطبقات ٧/ ٢٤، والآحاد ٣/ ٧٤، ومعرفة الصحابة ٤/ ٢١٢٢، والاستيعاب ٣/ ١٠١ والتهذيب ٤/ ٧٦، والإصابة ٤/ ٢٦٣. (٢) المسند ٤/ ١٤، وابن ماجة ٢/ ١٠٠٢ (٣٠١٣) من طريق عبد القاهر، وسمّى ابن كنانة عبد اللَّه. قال البوصيري: في إسناده عبد اللَّه بن كنانة. قال البخاري: لم يصحّ حديثه، ولم أر من تكلّم فيه بجرح ولا توثيق. وأبو يعلى ٣/ ١٤٩ (١٥٧٨). وضعّف محقّق مسند أبي يعلى إسناده، وضعّفه الألباني، وينظر القول المسدّد لابن حجر ٤٣.