وقوله:{يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ}. (يخفون): في موضع نصب على الحال من الضمير في {يَقُولُونَ}، و {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} اعتراض بين الحال وصاحبها.
{مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ}: (ما) موصول منصوب بقوله: {يُخْفُونَ}، و {يُخْفُونَ} وزنه: يُفْعُون، ولامه محذوفة لالتقاء الساكنين هي وواو الضمير بعد أن أزيلت حركتها استثقالًا عليها.
وقوله:{يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}. (يقولون) مستأنف، وقيل: هو بدل من {يُخْفُونَ}(١)، و {شَيْءٌ} اسم كان. والكلام في الخبر كالكلام في قوله:{هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ}، وقد ذكرتُ وأوضحتُ آنفًا (٢).
وقوله:{لَبَرَزَ الَّذِينَ}. الجمهور على فتح الباء والراء مخففًا في قوله:{لَبَرَزَ} على البناء للفاعل، وقرئ:(لَبُرِّزَ) بضم الباء وكسر الراء مشددًا على البناء للمفعول (٣)، ووجه كلتيهما ظاهر.
وقوله:{إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} من صلة برز، والمضاجع هنا المصارع، وهي المواضع التي يسقطون فيها قتلى.
وقوله:{وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ} اللام متعلقة بفعل محذوف، أي: وليبتلي الله ما في صدوركم فعل ذلك، أو فعل ذلك لمصالح شتى، وللابتلاء والتمحيص، وقيل:{وَلِيَبْتَلِيَ} مردود على قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ}(٤).
(١) قاله الزمخشري ١/ ٢٢٥. لكن أعقبه بقوله: والأجود أن يكون استئنافًا. (٢) قبل قليل في نفس الآية. (٣) نسبت لأبي حيوة، انظر إعراب النحاس ١/ ٣٧٢، والمحرر الوجيز ٣/ ٢٧٢، والبحر المحيط ٣/ ٩٠. (٤) من الآية (١٥٣) المتقدمة.