قوله عز وجل:{خَاسِرِينَ} يحتمل أن يكون حالًا، وأن يكون خبر {فَتَنْقَلِبُوا} على تضمين معنى فتصيروا، وقد ذكرتُ نظيرَه فيما سَلف من الكتاب في غير موضع (١).
قوله عز وجل:{بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ} مبتدأ وخبر.
وقرئ:(بل اللهَ) بالنصب (٢) على تقدير: بل أطيعوا الله مولاكم (٣)، أي: ناصركم، دل عليه:{إِنْ تُطِيعُوا}(٤). و {مَوْلَاكُمْ} على هذا الوجه: بدل من اسم الله تعالى.
قوله عز وجل:{سَنُلْقِي} الجمهور على النون في {سَنُلْقِي}، وقرئ:(سَيُلْقِي) بالياء النقط من تحته (٥)، أي: سيلقي الله.
{بِمَا أَشْرَكُوا}: الباء متعلقة بقوله: {سَنُلْقِي}، و (ما) مصدرية، والباء سببية، أي: بسبب إشراكهم.
{مَا لَمْ يُنَزِّلْ}(ما) مفعول أشركوا، وهي موصولة وما بعدها صلتها. ولك أن تجعلها موصوفة وما بعدها صفتها، أي: كان السبب في إلقاء الله الرعب في قلوبهم إشراكهم به الذي .. ، أو شيئًا لم يُنْزِل به سلطانًا.
وقوله:{وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ}(مثوى): مفعَل من ثويتُ، وهو
(١) انظر إعراب الآية (١٢٧) من هذه السورة. (٢) نسبت إلى الحسن رحمه الله، انظر المحرر الوجيز ٣/ ٢٥٩، والبحر ٣/ ٧٦. (٣) كذا أيضًا في معاني الفراء ١/ ٢٣٧، وعنه النحاس ١/ ٣٦٩، ومكي ١/ ١٦٣. (٤) من الآية التي قبلها. (٥) نسبها ابن عطية ٢/ ٢٥٩ إلى أيوب السختياني، وانظر البحر ٣/ ٧٧.