به، ويُفسرُ صاحبُ هذا القول المتشابهَ: بما استأثر الله تعالى بعلمه وبمعرفة الحكمة فيه من آياته كعدد الزبانية ونحوهِ على ما فُسِّرَ (١).
و{يَقُولُونَ}: على الوجه الأول في موضع نصب على الحال من {وَالرَّاسِخُونَ} والضمير في {تَأْوِيلَهُ} للمُتشابِه، وفي {بِهِ} أيضًا للمتشابِه، وقيل: للكتاب (٢).
{كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} كل: رَفْعٌ بالابتداء، أي: كل واحد منه ومن المحكم، وإن جعلت الضمير في {بِهِ} للكتاب، كان التقدير: كلٌ مِن متشابهه ومحكمه، {مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}: الخبر. وموضع {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} نصب بقولهم: {يَقُولُونَ}.
وعن ابن كيسان: الراصخون بالصاد (٣)، لغةً، لأن بعدها خاء.
قوله عز وجل:{لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا} أي: لا تُمِلْها، يقال زاغ فلان، إذا مال، وأزاغه الله، إذا أماله.
وقرئ في غير المشهور:(لا تَزغ قلوبُنا) بالتاء والياء ورفع القلوب (٤) على تأنيث الجمع وتذكيره وإسناد الفعل إليها.
(١) كذا في الكشاف ١/ ١٧٥ وفيه أن الأول هو الوجه. (٢) قاله مكي في المشكل ١/ ١٢٧. (٣) كذا حكاه النحاس ١/ ٣١١ عنه، وقد تقدمت ترجمة ابن كيسان. (٤) أما القراءة بالتاء ورفع (القلوب): فقد نسبها أبو الفتح في المحتسب ١/ ١٥٤، وابن عطية في المحرر ٣/ ٢٤ إلى أبي واقد الجراح. وأما بالياء ورفع (القلوب): ففي مختصر الشواذ /١٩/ أنها للسلمي، وانظر إعراب النحاس ١/ ٣١٢.