وقوله تعالى:{فَإِنَّهُ} الضمير لـ (مَن) في قوله: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا}.
{آثِمٌ}: يحتمل أن يرتفع بخبر إن على المذهب المنصور، و {قَلْبُهُ} رفع به على الفاعلية، كأنه قيل: يأثم قلبه. وأن يرتفع بالابتداء، و {قَلْبُهُ} به أيضًا سادًا مسدّ الخبر، والجملة خبر إن. وأن يرتفع {قَلْبُهُ} بالابتداء، و {آثِمٌ} خبره، والجملة خبر إن. وأن يكون {آثِمٌ} خبر إن، و {قَلْبُهُ} بدل من المستكن في {آثِمٌ}، وهو بدل البعض من الكل.
وعن أبي حاتم أنه أجاز (قَلْبَهُ) بالنصب على التفسير (١)، وخُطِّئ لكونه معرفة (٢). وقرئ:(أَثَّمَ) بتشديد الثاء على أنه فعل ماض، (قَلْبَهُ) منصوبًا (٣)، أي: جعله آثمًا.
قوله عز وجل:{فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} قرئا مجزومين (٤) عطفًا على جواب الشرط وهو {يُحَاسِبْكُمْ}، ومرفوعين (٥) على الاستئناف، أي: فهو يغفر، ومنصوبين (٦) عطفًا على المعنى بإضمار أن، وهذا الذي يسميه النحويون الصَّرْفَ.
(١) يعني: التمييز. (٢) حكاه النحاس عن أبي حاتم، كما ذكر تخطيئه. وانظر مشكل مكي ١/ ١٢١. ونصب الباء هنا جعله ابن عطية ٢/ ٣٨٠ قراءة نسبها إلى ابن أبي عبلة. (٣) نسبها الزمخشري إلى ابن أبي عبلة. انظر الكشاف ١/ ١٧١، والدر المصون ٢/ ٦٨٦. (٤) هي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وحمزة، والكسائي. انظر التخريج التالي. (٥) هي قراءة أبي جعفر، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب. انظر السبعة/ ١٩٥/، والمبسوط / ١٥٦/، والتذكرة ٢/ ٢٧٩. (٦) كذا ذكرها سيبويه بالنصب فيهما، ونسبها النحاس ١/ ٣٠٤ إلى أبي عباس رضي الله عنهما والأعرج، وكذا قال ابن عطية ٢/ ٣٨٤، وأضاف إليهما أبا حيوة.