قوله عز وجل:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} هذا جواب القسم، و {لِرَبِّهِ} من صلة (كنود)، والكنود الجاحد لنعم الله تعالى، يقال: كَنَدَ النعمةَ، إذا جحدها.
وقوله:{وَإِنَّهُ} أي: وإن الله على كفرانه وعصيانه لشهيد، أي: لشاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما (٢). وقيل: إن الإنسان على ذلك، أي: على كنوده لشهيد، يشهد على نفسه أنه كنود، ومنه قوله:{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ... } الآية (٣).
{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}(لحب) من صلة (شديد)، أي: وإن الإنسان بخيل لأجل حب المال، فحذف المضاف.
قوله عز وجل:{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} العامل في {إِذَا} لا يخلو من أن يكون {يَعْلَمُ}، أو {بُعْثِرَ}، أو {لَخَبِيرٌ}، أو مدلول
(١) في (ب) و (ج): واسطه. وانظر هذا القول في المحتسب الموضع السابق. (٢) كون الله تعالى شاهدًا على كفران الإنسان هو قول ابن عباس - رضي الله عنهما -، حكاه القرطبي ٢٠/ ١٦٢. وهو قول أكثر المفسرين لكن الذي قاله الماوردي ٦/ ٣٢٦ عن ابن عباس القول الثاني الآتي. ثم إني وجدت ابن الجوزي في الزاد ٩/ ٢١٠ يروي القولين عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. (٣) سورة النور، الآية: ٢٤.