بالتحديث. وقيل: الباء صلة، و (أَنَّ) بدل من {أَخْبَارَهَا}(١)، كأنه قيل: تحدث أن ربك أوحى لها، أو تحدث بأخبارها بأن ربك أوحى لها، لأنه يقال: حدثه كذا، وحدثه بكذا، فالباء على هذا ليست بصلة، و {لَهَا} من صلة {أَوْحَى}، و {لَهَا} بمعنى: إليها، وكفاك دليلًا. {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}(٢).
و{يَوْمَئِذٍ} الثاني يجوز أن يكون ظرفًا لقوله: يصدر، وأن يكون بدلًا من {إِذَا} كالأول.
قوله عز وجل:{يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا}(أشتاتًا) حال من {النَّاسُ}، أي: متفرقين. وهو جمع شَتٍّ أو شتيت.
وقوله:{لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} يجوز أن يكون من صلة قوله: {يَصْدُرُ}، وأن يكون من صلة {أَوْحَى}. والجمهورِ على ضم الياء على البناء للمفعول، وقرئ:(لِيَروا) بفتحها على البناء للفاعل (٣)، وفي الكلام حذف مضاف، أي: لِيُروا جزاء أعمالهم، أو لِيَروا، على قدر القراءتين.
وقوله:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}(من) شرطية في موضع رفع بالابتداء، والخبر {يَعْمَلْ} أو الجواب وهو {يَرَهُ}، أي: يَرَ جزاءه، فحذف المضاف. والجمهور على فتح الياء على البناء للفاعل، وقرئ:(يُرَهُ)
(١) انظر هذا القول أيضًا في التبيان ٢/ ١٢٩٩. (٢) سورة النحل، الآية: ٦٨. (٣) رويت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في إعراب النحاس ٣/ ٧٥٣. ومختصر الشواذ / ١٧٧/. والكشاف ٤/ ٢٢٨. وقرأها أيضًا قتادة، وحماد بن سلمة، والحسن، والأعرج، والزهري، وأبو حيوة. انظر إعراب القراءات السبع ٢/ ٥١٦. والمحرر الوجيز ١٦/ ٣٤٩. كما أضافها ابن الجوزي ٩/ ٢٠٤ إلى أبي بكر، وعائشة - رضي الله عنهما -، والجحدري.