منه، عن الفراء (١). وأنكر الشيخ أبو علي ذلك، وقال: وهمز من همز البريئة، يدل على فساد قول من قال: إنه من البرا الذي هو التراب، ألا ترى أنه لو كان كذلك لم يجز همز من همزه على حالٍ إلا على وجه الغلط، كما حكوا: استلأمت الحجر، ونحو ذلك من الغلط الذي لا وجه له في الهمز، انتهى كلامه (٢).
قوله عز وجل:{هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} قرئ: (هُمْ خِيَارُ البِرَيَّةِ) بكسر الخاء، وألف بعد الياء (٣). وقد جوز أن يكون جمع خَيِّر، كجياد وكياس في جمع جَيّد وكَيّس، وأن يكون جمع خائر كقيام في قائم، تقول: خِرْتُ فلانًا فهو مخير، وأنا خائر له، وأن يكون جمع خَيْر الذي هو ضد الشر، كقولك: هذا رجل مجبول من خير، وأن يكون جمع خير الذي هو بمعنى أخير، وقد جُمع أَفْعَلُ على فِعالٍ نحو: أَبْخَل وبِخال، فاعرفه فإنه من كلام أبي الفتح (٤).
وقوله:{جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ}(جزاؤهم) مبتدأ و {جَنَّاتُ عَدْنٍ} خبره، وفي الكلام حذف مضاف، أي: دخول جنات. و {عِنْدَ}: ظرف للجزاء.
(١) معانيه ٣/ ٢٨٢. (٢) الحجة ٦/ ٤٢٨. (٣) قرأها عامر بن عبد الواحد كما في مختصر الشواذ / ١٧٧/. والمحتسب ٢/ ٣٦٩. وعزاها ابن خالويه في إعراب القراءات ٢/ ٥١٢ إلى أبي الأسود الدؤلي. كما أضافها أبو حيان ٨/ ٤٩٩ إلى حميد أيضًا. (٤) المحتسب الموضع السابق.