قوله عز وجل:{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا}(كلا) هنا يجوز أن يكون ردعًا وزجرًا، وأن يكون بمعنى (حقًّا). واللام في {لَئِنْ} لام توطئة القسم، والقسم بعده مضمر، أي: لئن لم ينته والله لنسفعن.
والجمهور على تخفيف هذه النون، والوقف عليها بالألف، لانفتاح ما قبلها تشبيهًا بالمنون المنصوب، وكذلك كُتِبتْ في "الإمام" بالألف على حكم الوقف، وقرئ:(لنسفعنَّ) بالنون المشددة (١)، وهي أبلغ في التوكيد من المخففة، وعن ابن مسعود رضي الله عنه:(لأسْفَعَنْ) بالهمزة مكان النون (٢)، والوجه ما عليه الجمهور، لأجل "الإمام" مصحف عثمان رضي الله عنه.
وقوله:{نَاصِيَةٍ} بدل من (الناصية)، وجاز بدلها من المعرفة وهي نكرة، لأنها وصفت فاستقلت بفائدة.
والجمهور على جر {نَاصِيَةٍ} وقد ذكر وجهه، وقرئ:(ناصيةٌ) بالرفع (٣)، على: هي ناصية. و (ناصيةً) بالنصب (٤) على الشتم، وكذا القول في {كَاذِبَةٍ}.
وقوله:{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} أي. أهل ناديه، فحذف المضاف، والنادي: المجلس.
(١) رواها محبوب، وهارون عن أبي عمرو. انظر مختصر الشواذ/ ١٧٦/. وإعراب القراءات ٣/ ٥٠٩. والمحرر الوجيز ١٦/ ٣٣٦. والبحر المحيط ٨/ ٤٩٥. (٢) انظر قراءته في معاني الفراء ٣/ ٢٨٠. والكشاف ٤/ ٢٢٤ بالإضافة إلى المختصر، والمحرر للموضعين السابقين. (٣) رواية عن الكسائي، وليست من المتواتر، انظرها في مختصر الشواذ / ١٧٦/. والمحرر الوجيز ١٦/ ٣٣٦. والبحر ٨/ ٤٩٥. (٤) قراءة آخرين في المختصر، وأبي حيوة في المحرر، وهذا مع ابن أبي عبلة، يزيد بن علي في البحر انظر المواضع السابقة.