وقوله:{وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}(ما) يجوز أن تكون مصدرية، أي: وبنائها، وأن تكون بمعنى (مَن)؛ أي: ومن بناها، وهو الله عز وعلا.
قيل: وإنما جيء بـ (ما) دون (مَن) لإرادة معنى الوصفية، والتقدير: والسماء والقادر العظيم الذي بناها (٢).
وقال بعضهم:(ما) بمعنى الذي، ومعنى هذا أن (ما) أشبهت الذي في الإبهام وفي كونها موصولة، (والذي) يصلح لذي العلم ولغيره فكذلك (ما)، وهذا المراد بقولهم: إن (ما) هنا بمعنى (الذي) فاعرفه (٣).
وكذلك (ما) في قوله: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (٦) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} يجوز فيهما ما جاز في الأولى من الأوجه، فاعرفه.
واختلف في جواب القسم، فقيل:{قَد أَفلَحَ}، على تقدير حذف اللام، والتقدير: لقد أفلح، وإنما حذفت لطول الكلام بين القسم وجوابه.
قال أبو إسحاق: لما طال الكلام صار طوله عوضًا عن اللام (٤).
وقال غيره: لما كان اللام للتأكيد و (قد) أيضًا يفيد التأكيد استغني بـ (قد) عن اللام (٥).
(١) انظر المحرر الوجيز ١٦/ ٣١١. والقرطبي ٢٠/ ٧٤. (٢) قاله الزمخشري ٤/ ٢١٥. (٣) انظر معاني الأخفش ٢/ ٥٨٠. والمحرر الوجيز ١٦/ ٣١١. والبيان ٢/ ٥١٦. (٤) معانيه ٥/ ٣٣١. (٥) لم أجد هذا القول.