قوله عز وجل:{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} أبو إسحاق: (لا) هنا بمعنى لم، ولذلك دخل الماضي من غير تكرار، لأن (لا) لا يدخل على الماضي إلا مكررًا، نحو قوله عز وجل:{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}(٣). أبو علي: ما ذكره لا يلزم، بل يجوز التكرار وغير التكرار، كما يجوز ذلك مع (لم)(٤).
غيرهما: هي متكررة في المعنى لدلالة آخر الكلام على معناه، لأن معنى {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}: فلا فَكَّ رقبةً ولا أَطعمَ مسكينًا، ألا ترى أنه فَسَّرَ اقتحامَ العقبةِ بذلك (٥)؟
وقوله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} أي: ما اقتحام العقبة؟ فحذف المضاف، لأن {اقْتَحَمَ} يدل عليه، ثم بين جل ذكره اقتحام العقبة بقوله:{فَكُّ رَقَبَةٍ}، أي: هي فك رقبة، أي: اقتحامها فك رقبة، وإنما قدر حذف المضاف ليكون المفسَّرُ كالمفسِّر، لأن العقبة عين، والفك حدث، (فاعرفه)(٦).
(١) الزُّمَّلُ: الجبان الضعيف. (٢) هذه قراءة علي - رضي الله عنه -، وابن أبي الجوزاء كما في زاد المسير ٩/ ١٣١. (٣) سورة القيامة، الآية: ٣١. وانظر قول أبي إسحاق في معانيه ٥/ ٣٢٩. (٤) الحجة ٦/ ٤١٤ - ٤١٥. (٥) انظر إعراب النحاس ٣/ ٧٠٦ - ٧٠٧. والكشاف ٤/ ٢١٣. (٦) انظر تفصيلًا أكثر في الحجة الموضع السابق.