الاستفهام بمعنى التقرير، والرؤية بمعنى العلم، لأنه رؤية القلب، ورؤية القلب عِلْمٌ.
والجمهور على تنوين عاد وكسر همزة {إِرَمَ} وفتح رائها وميمها مخففتين، وهي بدل من عاد أو عطف بيان، ويبعد أن تكون صفة كما زعم بعضهم (١) لكونها غير مشتق، إلا على قول من قال: إن {إِرَمَ} بمعنى القديمة (٢). واختلف فيها: فقيل: قبيلة من عاد. وقيل: مدينة. وقيل: اسم أرض. وقيل: أم عاد (٣). ولم تنصرف قبيلة كانت أو مدينة أو أرضًا أو أُمًّا للتعريف والتأنيث. ومَن جعلها اسم أرض أو مدينة قَدَّرَ في الكلام حذف مضاف تقديره: بعاد أهلِ إرم.
وقرئ:(بِعَادِ إِرَمَ) بترك تنوين (عاد) على الإضافة (٤)، أي: بعاد أهل إرم، أو صاحب إرم، فحذف المضاف، هذا على قول من جعلها اسم أرض أو مدينة. وقيل: الأحسن أن تكون (إرم) لقبًا، وهو بدل أو عطف بيان، فالإضافة على هذا بمنزلة: قَيْسُ قُفَّة، وزيدُ بَطَّة، لكونه لقبًا، فيضاف الاسم إلى لقبه.
وقرئ أيضًا:(بِعادٍ أَرَمَّ) بفتحِ الهمزة والراء وتشديد الميم، (ذَاتَ العمادِ) بالنصب (٥)، على معنى: جعل الله ذات العماد رميمًا، رَمَّتْ وأَرَمَّها الله، وهو تفسير لقوله:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ}، كأنه قيل: ما صنع
(١) هو مكي في المشكل ٢/ ١٧٣. (٢) هذا قول مجاهد كما في جامع البيان ٣٠/ ١٧٥. وإعراب النحاس ٣/ ٦٩٦. (٣) انظر هذه الأقوال في الطبري الموضع السابق، والنكت والعيون ٦/ ٢٦٧ - ٢٦٨. (٤) هذه قراءة ابن الزبير - رضي الله عنهما - كما في مختصر الشواذ / ١٧٣/. والمحتسب ٢/ ٣٥٩. والكشاف ٤/ ٢٠٩. ونسبت في زاد المسير ٩/ ١٠٩ إلى ابن مسعود - رضي الله عنه -، وابن يعمر. وفي القرطبي ٢٠/ ٤٤ هي قراءة الحسن، وأبي العالية. (٥) قرأها الضحاك، وشهر بن حوشب، وابن عباس - رضي الله عنهما -. انظر المختصر، والمحتسب الموضعين السابقين.