و {تَصْلَى} هو الخبر، والناصبة: التعبة، يقال: نَصِب الرجل يَنصب، بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر نَصَبًا، إذا تعب في العمل.
وقرئ:(عاملةً ناصبةً) بالنصب (١) على الذم.
وقوله:{تَصْلَى} قرئ: بفتح التاء وضمها (٢)، وقد ذكر نظيرهما فيما سلف من الكتاب (٣).
وقوله:{لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ}(طعامٌ) اسم (ليس)، و (لهم) خبرها.
{إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} يجوز أن يكون مرفوع المحل على البدل من {طَعَامٌ}، أو منصوبَهُ على أصل الباب.
فإن قلت: هل يجوز أن يكون {مِنْ ضَرِيعٍ} من صلة {طَعَامٌ}؟ قلت: نعم، إن جعلت الطعام بمعنى المعنى، وهو التَّطَعُّم، كما تقول: ليس له أكل إلا من اللحم، وإلا فلا.
والضريع: نبت تأكله الإبل، يضر ولا ينفع، يقال له إذا كان رطبًا: الشِّبْرِقُ، وإذا كان يابسًا: الضَّريع (٤)، قيل: إنه مشتق من المضارعة، وهي المشابهة، فكأنه يشتبه على الإبل بما ينفع من النبت (٥).
وقوله:{لَا يُسْمِنُ} ويجوز أن يكون في موضع رفع على النعت، ولـ {ضَرِيعٍ} على المحل إذا جعلته بدلًا، وأن يكون في موضع جر على اللفظ،
(١) قرأها ابن محيصن، وعيسى، وحميد، ورواها عبيد عن شبل عن ابن كثير. انظر المحتسب ٢/ ٣٥٦. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢٨٧. والقرطبي ٢٠/ ٢٧. (٢) قرأ البصريان، وعاصم في رواية أبي بكر: بضم التاء، وفَتَحها الباقون. انظر السبعة / ٦٨١/. والحجة ٦/ ٣٩٩. والمبسوط/ ٤٦٩/. والتذكرة ٢/ ٦٢٥. (٣) انظر إعرابه للآية (١٠) من النساء، والآية (١٢) من الانشقاق. (٤) كذا في معاني الزجاج ٥/ ٣١٧. وانظر معاني الفراء ٣/ ٢٥٧. وهو قول قتادة كما في النكت والعيون ٦/ ٢٥٩ واستشهد له بقول الشاعر: رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى ... وعاد ضريعًا نازعته النحائص (٥) انظر معنى هذا القول في المحرر الوجيز ١٦/ ٢٨٩.