أحدهما: نفي، وهو الوجه وعليه الجل، محتجين بأن الإنسان لا يُؤمَرُ بترك النسيان، لأنه ليس باختياره.
والثاني: نهي، والألف صلة للفاصلة، كالتي في {الظُّنُونَا}(١)، و {السَّبِيلَا}(٢). وقيل: ناشئة عن إشباع الفتحة.
وقوله:{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}(ما) في موضع نصب على الاستثناء، أي: لستَ تنسى إلا ما شاء الله أن ينسيكه برفع تلاوته للمصلحة. وقيل: الغرض بالاستثناء نفي النسيان رأسًا، كما يقول الرجل لصاحبه: أنت شريكي فيما أملك إلا فيما شاء الله، ولا يقصد استثناء شيء به (٣).
قوله عز وجل:{بَلْ تُؤْثِرُونَ} قرئ: بالتاء النقط من فوقه على الخطاب، أي: قل لهم ذلك، تعضده قراءة من قرأ:(بل أنتم تؤثرون)، وهما ابن مسعود وأُبي رضي الله عنهما (٥)، وبالياء النقط من
(١) سورة الأحزاب، الآية: ١٠. (٢) سورة الأحزاب، الآية: ٦٧. (٣) الكشاف ٤/ ٢٠٤. (٤) معانيه ٣/ ٢٥٦. (٥) هي لأُبي - رضي الله عنه - في معاني الفراء ٣/ ٢٥٧. وجامع البيان ٣٠/ ١٥٨. ومعاني الزجاج ٥/ ٣١٦. وإعراب النحاس ٣/ ٦٨٢. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢٨٤. والقرطبي ٢٠/ ٢٣. وهي لابن مسعود - رضي الله عنه - في مختصر الشواذ/ ١٧٢/. والكشاف ٤/ ٢٠٥.