وقوله:{يَقُومُ} يجوز أن يكون بدلًا من {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} على المحل، وأن يكون ظرفًا لمضمر دل عليه {مَبْعُوثُونَ}، أي: يبعثون يوم يقوم، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا واقع يوم يقوم، وأن يكون مبنيًّا على الفتح لإضافته إلى الفعل على مذهب أهل الكوفة، ويجوز في الكلام جره على البدل من {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}(١).
قوله عز وجل:{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ}(كلا) هنا يجوز أن يكون ردعًا وزجرًا متضمنًا نفيًا فيوقف عليه، وأن يكون بمعنى حقًّا متصلًا بما بعده، واختُلف في أصله، فقال قوم: إنها كلمة واحدة من غير تركيب وضعت للردع والزجر وَجَرَتْ مجرى الأصوات، نحو: صه، ومه. وقال آخرون: الكاف للتشبيه دخلت على (لا)، وشُدِّدت للمبالغة، والوجه هو الأول.
و{سِجِّينٍ} فِعِّيل من السجن وهو الحبس، ونونه أصلية، وقيل: بدل من اللام. الزمخشري: هو اسمُ عَلَمٍ منقول من وصف كحاتم، وهو منصرف لأنه ليس فيه إلا سبب واحد وهو التعريف، انتهى كلامه (٢).
وجاء في التفسير: أنه موضع في أسفل الأرض السابعة فيه كتاب الفاجر (٣).
(١) انظر هذه الأوجه في إعراب النحاس ٣/ ٦٥١. والمشكل ٢/ ٤٦٣. (٢) الكشاف ٤/ ١٩٥. (٣) انظر النكت والعيون ٦/ ٢٢٨. ومعالم التنزيل ٤/ ٤٥٩.