قوله عز وجل: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣) يَوْمَ} مِثل: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ ... يَوْمَ}[النازعات: ٣٤ - ١٣٥] أي: ثبت كل امرئ منهم إذا جاءت. والصاخة: الصيحة تُصِمّ لشدتها، والصاخة، اسم للقيامة، سميت الصاخة لأن فيها الصيحة التي تَصُخّ الأسماع بشدة صوتها، أي: تُصِمّها، يقال: صَخَّ الصوتُ الأذنَ يَصُخُّهَا صَخًّا فهو صَاخٌّ، وأصاخَها يُصيخُها إصَاخَةً فهو مُصِيخ، بمعنى.
وقوله:{شَأْنٌ يُغْنِيهِ} الجمهور على ضم الياء وغين معجمة، أي: يشغله عن قرابته، ويكفيه عن زيادة عليه، من أغنيت عنك، أي: أجزأت عنك، وقرئ:(يَعْنِيه) بفتح الياء وبعين غير معجمة (١)، أي: يهمه، وفي الحديث:"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يَعنيه"(٢)، أي: لا يهمه.
قال أبو الفتح: ما عليه الجماعة أقوى معنىً، لأن الإنسان قد يَعنيه الشيء ولا يُغنيه عن غيره، مثال ذلك: أن يكون للشخص مائة درهم، فتؤخذ
(١) قرأها ابن محيصن، والزهري، والحسن، والسلمي، وآخرون. انظرها في مختصر الشواذ/ ١٦٩/. والمحتسب ٢/ ٣٥٣. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢٣٥. وزاد المسير ٩/ ٣٥. والقرطبي ١٩/ ٢٢٥. (٢) أخرجه الترمذي في الزهد (٢٣١٨) بإسناد صحيح كما في الداء والدواء لابن القيم /٢٧٩/. وابن ماجه في الفتن (٣٩٧٦) وصححه ابن حبان كما في الإحسان (٢٢٩). وقال النووي في الأربعين/ ٨٩/: حديث حسن. ورواه الإمام أحمد من طريق أخرى، ورجاله ثقات كما في مجمع الزوائد ٨/ ١٨. وله شواهد أخرى انظرها في جامع العلوم والحكم.